هل التعليم في المنطقة مستعد لاستيعاب التقنيات الحديثة؟

رجوع
Jamil Simon
نوفمبر 13 2012
صناعة
هل التعليم في المنطقة مستعد لاستيعاب التقنيات الحديثة؟
شارك هذا المقال

أعلن* موقع أمازون مؤخرًا عن حملة لتشجيع المعلمين على استخدام أجهزة كيندل في الفصول الدراسية. تأتي هذه الخطوة ضمن حملة أوسع في الدول الغربية لتشجيع استخدام التقنيات اللوحية كوسيلة لتحسين التجربة التعليمية لدى الطلاب. استُهلت بعض المبادرات المماثلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نظرًا لحالة التعليم في المنطقة، السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل تُعدّ هذه الأجهزة من الكماليات التي لا داعِ لها في ظل مؤسسات تعليمية تعوزها الأساسيات، أم أنها ضرورة مطلوبة لإنعاش نظام راكد بالأساس؟

ربما الإجابة هي كلاهما معًا، اعتمادا على موقعك الجغرافي في المنطقة. أصدر البنك الدولي تقريرًا مفصلًا في عام 2008 يناقش البنية التحتية للمعرفة – التعليم، الإنترنت، والإعلام – في بلدان المنطقة، حيث كانت الاستنتاجات مُبشّرة بالنسبة للبنان، الأردن، والعديد من دول مجلس التعاون الخليجي، ولكن أقل بكثير بالنسبة لبلدان أخرى، مثل سوريا واليمن. بالنظر إلى الاضطرابات السياسية الحاصلة في المنطقة منذ بدايات عام 2011، فإنه من غير المحتمل أن يكون هناك أيّ تقدم في هذا المجال.

يوجد عدد كبير من المبادرات الرامية إلى دمج الأجهزة اللوحية في العملية الدراسية، حيث يُستخدم آيپاد على سبيل المثال كأداة مساعِدة على التدريس في دول غربية عديدة. وفّر "مركز أبو ظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني"، والذي يُثني البنك الدولي على تطوّر العملية التعليمية فيه، أجهزة آيپاد لأكثر من 2،000 طالب في محاولة لرقمنة التدريس، وفقًا للإمارات اليوم. تزعم شركة آپل أن آيپاد يعزز فاعلية التعليم، ويشجع الطلاب على الإبداع والمعرفة.

ما يُسمّى بالتفكير الابتكاري هو، في الواقع، إحدى الطرق التي تعوزها كثير من بلدان المنطقة في قطاع التعليم، وفقًا للتقرير ذاته، على الرغم من أهميته المتزايدة في الاقتصاد الحديث القائم على المعرفة.

في اليمن، حيث البنية الأساسية للتعليم متهالكة بسبب الفقر الذي يعمّ البلاد، من الصعب أن نعتقد في احتياج الأطفال لجهاز آيپاد فقط. للأسف، هناك أماكن فقيرة كثيرة مثل اليمن في كل ركن من أركان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخاصة في البلدان التي تخلو من عائدات النفط التي يوجه بعض منها لتمويل الخدمات العامة.

ومع ذلك، فإن الفكرة القائلة بأن التقنيات من شأنها أن تحسّن من جودة التعليم في البلدان النامية تنتشر بسرعة. إن الأجهزة اللوحية هي أكثر ملائمة لتعزيز فصول دراسية لديها القليل من التقدم التقني، وليس بلدان تعاني من غياب البنية التحتية الأساسية. خلاصة سؤالي الذي أدعوكم للتفكير فيه هو: هل يمكن استخدام التقنيات المتقدمة لتسريع وتيرة التنمية في البلدان الأشد فقرًا وعوزًا؟

تزيد احتماليات دمج التقنيات المتطورة في الفصول الدراسية، على أي حال، مع انخفاض أسعارها، علاوةً على المناخ الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة بفضل ارتفاع أعداد مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية الحديثة، والذين يمدّون سقف التطلعات لمواكبة التوجهات العالمية.

* معظم الروابط بالإنكليزية.