وتُعد "ماس تشالنج "، التي تأسست في عام 2009، من أكبر مسارعات الشركات الناشئة في العالم، إذ تَقدم لمسابقة عام 2013 أكثر من ألف شركة ناشئة، في مختلف أطوار الإنشاء، واختير منها 128 شركة فقط للإقامة والعمل لمدة أربعة شهور في مقر المسارع ذات مساحة الثمانية آلاف متر مربع، والذي يطل على ميناء بوسطن، وتلقي التدريب من مائتي موجه محترف. وتبلغ جوائز المسابقة أكثر من مليون دولار أميركي توزّع على أفضل 26 شركة في اليوم الختامي للمسابقة.
ويقول حسني لعرب نت إن فترة التسريع في "ماس تشالنج" أفادت شركته بتوجيه رؤية وشكل الشركة؛ وتعزيز نموذج الأعمال بفضل ملاحظات المدربين؛ وتحسين تسويق التطبيقات على شبكات الإعلام الاجتماعي؛ والتدريب على كيفية تأمين شراكات ذات تأثير؛ وتوثيق المعلومات الطبية المُقدمة عبر تطبيقات الشركة؛ ورفع جودة التطبيقات.
وفيما يلي ڤيديو لحسني يعرض شركته في مسابقة "ماس تشالنج":
كيف ولماذا تأسست "موبي ستاين"؟
عمِل حسني، 43 عامًا، في عدة شركات في الماضي، وفي مناصب تتراوح بين الدعم الفني ومدير تطوير المنتجات، قبل اتخاذه القرار الصعب بـ"المغامرة"، كما يحب أن يسميها، وبدء شركته الخاصة. وعن سبب اختيار تطبيقات الموبيل الطبية والصحية، يقول حسني إنه شخصيًا واجه مع زوجته مشكلة افتقار المعلومات الطبية الموثقة لدى زواجهما منذ 17 عامًا، وخاصة بعد ولادة أول طفل. وعندما اتخذ حسني القرار الصعب بإنشاء شركته الخاصة، أنشأ "موبي ستاين" في عام 2011.
وأنتجت "موبي ستاين"، التي تتكون من أربعة عاملين، حتى الآن أكثر من 30 تطبيقًا في مجال الرعاية الصحية ونمط الحياة لنظام آي أو إس. وحظيت تطبيقات الشركة على أكثر من مليون ونصف تنزيل، وفقًا لحسني. وأشهر التطبيقات هي "فحص البصر" و"سرطان الثدي" و"تحديد جنس المولود".
ويعتمد نموذج أعمال "موبي ستاين" على التطبيقات المدفوعة ذات المحتوى المميز، ولكن ثمة تطبيقات مجانية كذلك لاهتمام الشركة "بوصول المعلومات الدقيقة لكل المستخدمين العرب الذين قد لا يستطيعون اقتناء التطبيقات لعدم امتلاكهم لبطاقة ائتمان".
وأوضح حسني أن الشركة، التي تتخذ من رام الله مقرًا لها، سوف تركز في المستقبل القريب على تطوير تطبيقات متخصصة في الحمل وصحة الأم والجنين، لثلاثة أسباب: أولًا، ندرة وجود التطبيقات المتخصصة ذات المعلومات الموثقة في هذا المجال؛ وثانيًا، نسبة الوفيات والأمراض الناتجة عن الحمل مرتفعة نسبيًا في المنطقة العربية، بحسب حسني؛ وثالثًا، لخجل بعض الأمهات العربيات من المبادرة بالسؤال فيما يتعلق بالحمل خصوصًا وصحة المرأة عمومًا. ويقول حسني إن "توافر تطبيق الموبيل العملي سوف يسهّل الكثير على الأزواج الشابة".
البحث عن التمويل
ويقول حسني إن شركة "موبي ستاين" تخطط لإصدار تطبيق للصحة الإنجابية باللغة العربية "على أن يكون قابلًا للتخصيص وتفاعليًا وذكيًا، بحيث ينبه الأم إذا نامت في وضع خاطئ، بالإضافة لمميزات أخرى كثيرة".
وأنجزت الشركة النموذج الأوليّ من التطبيق أثناء فترة التسريع في "ماس تشالنج"، ولكن ميعاد إطلاق التطبيق غير معروف بعد، وذلك لأن الشركة ما زالت تبحث عن مستثمر عربي وشريك استراتيجي. والمشكلة الرئيسية التي تواجه "موبي ستاين"، مثل كثير من الشركات العربية الناشئة، هي التمويل. ولا يستبعد حسني اللجوء للتمويل الجماهيري لإنتاج التطبيق المزمع، والذي سيكلف قرابة ثلاثة دولارات أميركية. وأشار حسني إلى أن "الفارق بين ريادة الأعمال في المنطقتين، من وجهة نظري، هي سهولة إيجاد المستثمرين المستعدين لتمويل الأفكار في أميركا عن نظرائهم في الشرق الأوسط".
الخطط المستقبلية
يأمل حسني مستقبلًا في التوسع لأسواق أخرى حول العالم عبر إطلاق تطبيقات الشركة بالإنكليزية. وعندما سألناه عن حلم "موبي ستاين"، قال، "نود أن نكون الشركة الرائدة إقليميًا في تطبيقات الحمل والأمومة".
وأنهى أبو سمرة حديثه مع عرب نت معطيًا ثلاث نصائح لرواد الأعمال الشباب الذين يرغبون في بدء شركاتهم الناشئة، وهي: "أولًا، ابحث عن شركاء جيدين؛ وثانيًا، اِسال ذوي الخبرة والثقة؛ وثالثًا، أدرس السوق جيدًا".
* سيتحدث حسني أبو سمرة في "مؤتمر عرب نت الرياض" في المملكة العربية السعودية من 3 إلى 4 ديسمبر/كانون الأول 2013. احجز تذاكرك الآن من هنا.