تُعتبر عمليّات الاحتيال مسألة خطيرة ومستمرّة للبنوك. فقد ذكر تقرير مصرفي عالمي صادر عن نيلسون في العام 2015، أنّ خسائر عمليات الاحتيال التي تكبّدتها البنوك والتجار نمت بنسبة 19٪، في حين أنّ حجم البطاقات الائتمانية وحيازتها زاد بنسبة 15٪ فقط. وهذا يعني أنّ عمليات الاحتيال تفوق عدد المعاملات في البنوك، ما يسبّب خسائر أكثر من الأرباح، وهي مشكلة خطيرة.
يدرك روجيه عبود هذه المشاكل جيّدًا، وهو مصرفيّ سابق عمل في بنوك مختلفة في لبنان والخارج ورجل أعمال حالي، "اعتدنا على مواجهة هذه المشاكل في كلّ وقت، وأحيانًا كنّا نرفض المعاملة خوفًا من عمليّات الاحتيال" قال لعرب نت.
ثمّة ربّما حلّ لهذا الأمر
كان عبود يعمل في العام الماضي على حلّ من شأنه مكافحة كلّ أنواع الاحتيال المصرفي.
تمثّل "كارد-سويتش" (Card-Switch) شركته الناشئة، منصّة متعدّدة القنوات تسمح لكلّ من البنوك وحاملي البطاقات بـ"إيقاف" بطاقات الائتمان أو بعض جوانبها بطريقةٍ تشبه جهاز التحكّم عن بعد.
على سبيل المثال، يمكن للمستخدمين تعطيل الصراف الآلي الخاصّ بهم، وإيقاف بطاقاتهم في موقع جغرافي محدّد ووقف المعاملات إلى جانب خدمات أخرى. وتتوفّر هذه الخيارات أيضًا على ساعة أبل.
مع ذلك، لا يمكن لحاملي البطاقات الحصول على هذه الخدمة إلا من خلال البنوك التي تشتريها، وليس من الشركة الناشئة. وذلك لأنّ نموذج عمل الشركة يعتمد على بيع خدماتها للبنوك من خلال رسوم ترخيص لمرّة واحدة ورسوم للبطاقة الواحدة في الشهر، والتي تعتمد على عدد حاملي بطاقات البنك.
كيف تستفيد البنوك؟
يرى عبود أنّ البنوك التي تستخدم بطاقته ستستفيد بشكل غير مباشر من خلال غياب عمليّات الاحتيال والحاجة إلى الدفع لشركات التأمين ضدّ الاحتيال. كما لن يعود من الضروريّ رفض بعض المعاملات الحقيقية بسبب الخوف من عمليات الاحتيال. ويرى عبود أيضًا أنّ كلّ هذا سيبني قاعدة ولاء قويّة بين العملاء والبنوك، "وهذا يعني أنّهم سيستخدمون بطاقاتهم أكثر وبالتالي يحقّقون المزيد من الأرباح للبنك".
روجيه عبود، المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة "كادر-سويتش"
مسيرة عبود
بدأت مسيرة عبود عندما كان موظفًا في بنك الخليج (The Gulf Bank) في العام 2015. وقال عبود: "اضطررت لترك عملي في بنك الخليج في ذلك العام والعمل على فكرتين قبل البدء أخيرًا بالعمل على شركتي الناشئة الحالية هذا العام. كنّا نواجه عمليّات احتيال في ذلك الوقت من دون القدرة على حلّها، ثمّ، ما لبثت أن أخذت الفكرة تتشكّل شيئا فشيءٍ في ذهني."
ثمّ، وظّف فريق من المطورين ازداد عددهم تدريجيًّا إلى ستة أعضاء، قدّموا المنصّة في ستة أشهر بعد العمل على مدار 24 ساعة يوميًّا.
بعد ذلك، حان وقت الخطوة الأهمّ: الحصول على PADSS (معايير أمن بيانات تطبيقات الدفع)، والتي تعدّ من أفضل معايير الدفع المعتمدة للتطبيقات عالميًّا. وبعد ذلك، حصل على براءة اختراع لبنانية.
وفال: "شكّل هذا الأمر علامة فارقة ضخمة"، بالإشارة إلى كلّ ما سبق.
المنافسون
قال عبود بكلّ ثقة: "لا منافسين لنا. في العادة، تكون تقنيات مكافحة عمليات الاحتيال كنايةً عن برمجيات تعمل على التحكّم بالخسائر عوضًا عن منعها. وثمّة فارق شاسع بيننا، كما أنّها ليست منصّة متعدّدة القنوات مثلنا."
"كارد-سويتش" توقف كلّ خيارات الدفع للسلامة ضدّ الاحتيال
لدى "كارد-سويتش" عملاء
إنّ تجربة عبود في العمل لعددٍ من البنوك أكسبته سمعة طيبة بين المصرفيين. لذلك، قرّر عرض فكرته إلى مديره السابق. وقد وافق بنك دولي، "ذا أمريكان إكسبريس" (The American Express)، على توقيع اتفاق مع الشركة، على الرغم من أنّ عبود يرفض الكشف عن البلد حيث سيكون أول ظهور للشركة فيه. وأضاف: "اثنين من البنوك الأخرى التي عملت فيها ستوقّع بعد إطلاق الشركة".
ومع ذلك، قد تكون إحدى أهم إنجازات الشركة هي القدرة على إقناع مصرف البحرين المركزي بتكليف (فرض) استخدام "كارد-سويتش" في كلّ البنوك المحلية في البلاد.
وقال عبود: "سيتمّ فرض استخدام المنتج في نهاية شهر يونيو 2017".
لم نستطع التواصل مع مصرف البحرين المركزي للحصول على تعليق خاصّ به.
ما هي المهمّة؟
يرى عبود أنّ بإمكانه إقناع 5 بنوك في السنة الأولى، و25 بنك في السنوات الخمس المقبلة مع ما يقارب نصف مليون مستخدم في غضون خمس سنوات أيضًا.
وأضاف بثقة: "أريد محاربة عمليات الاحتيال عالميًّا".