في وسط تسارع نمو التجارة الالكترونية في المنطقة العربية، وإرتفاع نسبة إدراك المستخدم لمميزات التسوق عبر الانترنت، يعتبر ماتيا بيروني أحد مدراء شركة جوميا مصر ومؤسسيها، أن التحدي الأساسي حاليًا هو إدراك المستخدم معنى التسوق الإلكتروني والثقة به. آملاً أن يدرك المستخدمون أن خدمات جوميا تتمركز حول العميل وتركز على كل طلب. وأضاف إلى ذلك تمنياته بأن يتحسن الوضع السياسي للبلاد حتى تتمكن شركته من ضمان تطور أكبر لمجتمع يستحقه.
وقد انشئت شركة جوميا في أب ٢٠١٢، والتي تعتبر جزء من "الشركة القابضة للإنترنت في إفريقيا" والتي تأسست بواسطة شركة روكيت إنترنت، بهدف أن تصبح الخيار الأول للتسوق الإلكتروني في إفريقيا، عن طريق عرضها لأفضل المنتجات بالسعر المناسب وحسب رغبة العميل. وتعرف جوميا عن موقعها بأنه مركز التسوق عبر الإنترنت الأفضل والأسهل من حيث الاستخدام في مصر، حيث يلبي الموقع جميع احتياجات العملاء داخل مصر بأفضل الطرق الممكنة.
أما بالنسبة للتمويل، تتلقى جوميا تقريرًا شهريًا يلخص لها جميع استثمارات شركة روكيت إنترنت في العالم بالإضافة إلى الاستردادات. وبحسب ماتيا بيروني يعتبر وضع جوميا مصر جيدًا إذ تقوم الشركة بتحقيق أهدافها والنمو بمعجل سريع وجيد. ويعتقد بروني أن هذا كله نتيجة لاستثماراتهم والتي يحصلون عليها لتدريب موظفيهم. حيث يتم عمل تدريب مستمر له بطولات وجوائز للفائزين. واضاف "ولإثبات هذا، هناك احتمال كبير أن تؤسس روكيت شركتين جديدتين في مصر مع نهاية هذا العام إذ نعتقد أن السوق المصري يستحق هذا الاستثمار وأننا في بداية التحول إلى التسوق الإلكتروني."
وتقوم شركة جوميا بالإعتماد الذاتي كليًا لإدارة الأمور اللوجستية لخدمتها، حيث أن لديها الاستوديو وخدمة العملاء والشحن والمخزن الخاصين بها. وبحسب ماتيا بروني، استطاعت شركة جوميا أن تعالج تحدي ثقة المستخدم بالتجارة الالكترونية عن طريق تشجيع الناس لاستخدام الموقع وإبداء آرائهم فيه. وقد أضاف بأن الميزة الميزة الأساسية التي ساعدت في تقدم شركتهم هي تجربة شراء العملاء. حيث يستطيعون أن يضمنوا للمستخدم استرداد أمواله إذا حدث خطأ ما، وهو ما لا يحدث كثيرًا، في أقل من أسبوع عن طريق فريق الاسترداد الخاص بجوميا وبدون دفع شيء. "أننا نؤمن أن خدمة ما بعد المبيعات هي الأهم لنستطيع كسب ثقة عملائنا."
و عند سؤالنا عن خطة جوميا لتمييز موقعهم عن باقي المواقع المنافسة والبقاء ضمن المنافسة، أجاب بيروني: "لدينا أكبر حجم استثمارات في السوق والتي سنستخدمها لتدريب الموظفين واستثمار المنتجات والمال. كما أننا نستثمر الكثير في تدريب مندوبينا في خدمة العملاء. وفيما يتعلق بالضمانات، فإن جميع منتجاتنا تعتبر أصلية وبالتالي فإنها تأتي بضمان المصنّع. كما أن المشتري سيتلقى فاتورة حالما يقوم بالشراء من موقعنا الإلكتروني والذي يضمن لك إصلاح منتجك من المصنّع. ونحاول أن نعتمد على مبادرات التسويق الخاصة بنا وخاصة عبر الإنترنت، حيث أننا نعتبر جزء من شركة أم لها أكثر من خمسين مشروع في العالم. وكوننا جزء من مجموعة شركات كبيرة يعطينا الفرصة لمشاركة أفضل الخبرات والاتصالات. وفي الواقع فقد قمنا بتأسيس مركز للتسويق في برلين يقوم بجمع البيانات ومشاركة أفضل الخبرات".
وكأي شركة ناشأة في العالم العربي حاليًا وخاصةً في مصر، تواجه جوميا ظروف عمل غير عادية ناتجة عن الوضع السياسي. وكان تعليق بيروني على كيفية امكانهم المحافظة على إستمرارية العمل في ظل الوضع السياسي غير المستقر في مصر: "لقد أعربت وبكل صدق أنا والمستثمرين عن قلقنا إزاء الأزمة السياسية في البلاد، ولكن ما يحدث هو العكس تمامًا. إذ من الواضح أن المصريين يفضلون البقاء في منازلهم أثناء هذه الفترات المضطربة وبالتالي يقررون التسوق الإلكتروني. ومن الناحية اللوجستية، فإننا لم نوقف أعمالنا ليوم واحد. إذ نقوم بالتسليم من خلال مندوبينا ومن خلال شركة أرامكس لجميع أرجاء البلاد، بالإضافة إلى أننا نسلم الأزياء في اليوم التالي من الطلب. كما أننا ملتزمون بتقديم الجهد الأكبر لخدمة عملائنا في الظروف الصعبة."
وأخيراً وليس أخراً، تملك جوميا نظرة متفائلة للمستقبل حيث لديها خطة لزيادة منتجاتها إلى ضعف ما هي عليه حاليًا، أي أربعون ألف منتج، خلال الستة أشهر المقبلة، بالإضافة إلى تحسين عروضهم الخاصة على بعد المنتجات. ومن دوم خطتها أيضاً مشروع سري لتوسع آخر في إفريقيا إلا أنهم لن يفصحوا عنه الأن.
وقد أعربت جوميا لعرب نت عن أحد مشاريعها السرية وهو إطلاق جوميا لتطبيق لعبة يسمح للمشتركين بالفوز بهدايا حصرية. ومن المتوقع أن يصل عدد مستخدمي هذا التطبيق مئة ألف مستخدم خلال أول أسبوعين.