رؤية بي أم دبليو حول مستقبل تكنولوجيا السيارات

رجوع
ArabNet Team
مارس 28 2017
تكنولوجيا
رؤية بي أم دبليو حول مستقبل تكنولوجيا السيارات
شارك هذا المقال

جوهانس سيبرت، المدير العام لمجموعة بي أم دبليو في الشرق الأوسط

إنّ صناعة السيارات اليوم على وشك أن تشهد تغييرًا جذريًا، وتحوّل صانعي السيارات إلى مقدّمي خدمات التنقّل. ومن المتوقّع أن يكون التطوّر على مدى العقد المقبل أكثر أهمية من أيّ وقتٍ مضى. ونعتقد في بي أم دبليو، أنّ الاتصال سيصبح ذات أهمية متزايدة وستظهر تقنيات جديدة، ولذلك، نرى فرصًا جديدة للتنقل المتميز. ونحن ننظر إلى ذلك في سياق أوسع من حياة الناس ونقوم بتطوير سلسلة من الحلول المخصّصة التي تجعل الحياة المتنقلة أكثر أمنًا وبساطة وملاءمة.

ونقوم كشركة رائدة في صناعة السيارات، بإجراء بحوث واسعة النطاق في التنقّل ومعالجة أيّ نقاط نكتشفها. وهدفنا واضح، وهو أن نكون الرائدين في التكنولوجيا والابتكار للتنقّل الفرديّ في العصر الرقميّ.

القيادة الذاتيّة

إنّ إحدى الطرق التي نتّبعها للقيام بذلك، هي من خلال القيادة الذاتية أو الآلية كما نسمّيها والتي هي على الأرجح واحدة من أكثر الاتّجاهات تعقيدًا التي نشهدها في صناعة السيارات اليوم، وبخاصّةٍ بسبب اعتمادها على الأطر القانونية التي تختلف بحسب البلد.

ثمّة أمور كثيرة ممكنة من الناحية الفنية: إنّ السيارات ذاتية القيادة موجودة في مركز البحث والتطوير لدينا في ميونيخ. ويمكنها التنقّل في بيئة مراقبة، والبحث عن مواقف مجانية للسيارات وإيقاف السيّارة، من دون وجود أيّ شخص في السيارة. ومع ذلك، ليس كلّ ما هو ممكن من الناحية الفنية، قابل للتنفيذ على الطرق العامّة في هذه المرحلة. وقد أحرزت التكنولوجيا المتاحة تقدّمًا أسرع من التشريعات ذات الصلة في معظم البلدان.

وأدرجنا التقنيات الآلية في سلسلة بي أم دبليو الجديدة من الفئة السابعة بقدر ما تتوافق مع التشريعات. ومع ذلك، لا نزال نسمّيها أجهزة مساعدة ولا نعتبرها كسائق آليّ ولنوضح لعملائنا أنّه - في هذه المرحلة من الزمن - يبقى السائق مسؤولاً عن تشغيل المركبة، مع أنّ بإمكانه رفع قدمه عن الدواسات ويديه عن عجلة القيادة لفترة معيّنة.

ثمّة عدد قليل من التقنيات الآلية الأخرى التي يمكن تجربتها اليوم في سيارات بي أم دبليو:

وظيفة مساعدة القيادة (Driving Assistant Plus) - وتستخدم مزيجًا من كاميرات الصوت وأجهزة استشعار الرادار أي يمكن للفئتين 5 و 7 التوجيه الذاتيّ من خلال التعرّف على المسارات على الطرق أو زيادة السرعة أو إبطائها بالتزامن مع السيارة التي تكون في الأمام، والتوقّف والسير الذاتيّ مع مساعد حركة المرور (Traffic Jam Assistant).

ركن السيّارة بالتحكّم عن بعد (Remote Control Parking) - عندما يكون السائق خارج السيارة، يمكنه ببساطة الضغط على زرّ على شاشة المفتاح، لتقوم سيارة بي أم دبليو  الفئة 7 بالتوجيه الذاتي في المرآب أو في مساحة لوقوف السيارات، حتّى لو كانت ضيّقة.

نظام التحكّم بحركات اليد (Gesture Control) - الذي يدعمه جهاز استشعار ثلاثي الأبعاد، يقرأ حركات اليد من السائق أو الراكب الأمامي. ويمكن ببساطة التمرير إلى اليمين لرفض المكالمات الهاتفية، أو التأشير بإصبع واحد لقبولها، ورسم حركات دائرية بواسطة إصبع السبابة لزيادة الصوت أو خفضه، من دون لمس أي زر أو شاشة.

أصبحت التقنيات الآلية واسعة الانتشار بحيث لم تعد مسألة ما إذا كانت موجودة بل متى سيتمّ إطلاقها. وتتعاون مجموعة بي أم دبليو مع شركتي إنتيل و موبيلي لتطوير التقنيات التي ستجعل من القيادة الآلية المؤتمتة بالكامل حقيقة واقعة خلال خمس سنوات. وفي الوقت الذي نعمل فيه على نضج التكنولوجيا للقيادة المستقلة تمامًا وضمان التغلّب على التحديات الرئيسيّة مثل الأمن وسلامة الركاب، فإنّنا نحتاج أيضًا إلى إطار قانوني واضح يرافق تقديمها ونحن نعمل مع السلطات المحلية لتسهيل ذلك.

الاتصال

ثمّة طريقة أخرى نسعى فيها لنكون رائدين في الابتكار في مجال التنقل الفردي وهي من خلال الاتصال. وهذا يشمل الترابط بين السيارة والسائق والأجهزة المحمولة للسائق، وبين السيارة والبنية التحتية المحيطة بها، وبين المركبات على الطرق. وثمّة العديد من الخدمات التي تعزز الراحة والسلامة، وذلك من خلال وظيفة بي أم دبليو كونيكتدريف (BMW ConnectedDrive) في سيارة بي أم دبليو الفئة السابعة الجديدة والكثير من الفئات الأخرى. فمثلاً:

من خلال تطبيق بي أم دبليو عن بعد (BMW remote app)، يمكن إقفال السيارة أو فتحها وتشغيل مكيّف الهواء قبل الصعود إليها والتحقّق من حالة شحن البطارية (إذا كانت سيارة كهربائية) أو إضاءة المصابيح الأمامية وإطلاق البوق عند الحاجة للعثور على السيارة في منطقة كبيرة لوقوف السيارات.

تقوم مكالمة الطوارئ الذكية (Intelligent Emergency Call) بربط السائق بمركز الاتصال في بي أم دبليو أو حتّى تلقائيًّا ومباشرة بشرطة دبي عند الضرورة. على سبيل المثال، عندما يتمّ إطلاق الوسادة الهوائية، تقوم وظيفة كونيكتدريف بجمع البيانات ذات الصلة مثل الموقع وعدد الركاب وإرسالها تلقائيًّا.

تقوم وظيفة الخدمات عن بعد في بي أم دبليو (BMW Teleservices) بتحديد مواعيد الخدمة عندما يحين موعدها، ونقل البيانات ذات الصلة إلى شريك خدمة الشركة. ويمكن لوظيفة BMW Concierge إرسال الاتّجاهات مباشرة إلى نظام الملاحة الخاصّ بسيارة السائق والقيام بحجوزات الفنادق والإجابة عن الأسئلة وغيرها.

ثمّة المزيد من التطورات القائمة بشأن الاتّصال، ونحن نقوم بتطويرها وتحسينها باستمرار. في الواقع، تستطيع سيارة بي أم دبليو الفئة الخامسة الجديدة التي تمّ إطلاقها مؤخرًا، التواصل مع سيارات بي أم دبليو الأخرى، ومشاركة المعلومات مثل تحديثات حركة المرور والطقس. ويمكن التحكّم بها بواسطة نظام عرض المعلومات على الزجاج الأمامي (Head-Up-Display)، والذي يعكس أهمّ البيانات مثل السرعة أو حدود السرعة أو معلومات الملاحة في مجال الرؤية على الزجاج الأمامي.

علاوة على ذلك، في خلال فعاليات معرض الالكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس العام الماضي، قدّمنا سيارة الرؤية BMW i Vision Future Interaction”". وهذا كان لمحة عن كيف قد تبدو لوحات القيادة ونظام عرض المعلومات على الزجاج الأمامي في المستقبل مع شاشة عالية الدقة حيث يقوم المحتوى بالضبط الذاتيّ ليتناسب مع الوضع، ووظيفة التحكّم بحركات اليد والأسطح الحساسة للمس والتحكّم بالصوت.

وفي معرض شنغهاي 2015 للسيارات، كشفت ميني (MINI) عن رؤيتها للتواصل بين نظارات الواقع المعزز (AR) والسيارة. ويحتضن مشروع الرؤية المعزز لشركة ميني (MINI Augmented Vision) واحدة من الاتجاهات الرئيسيّة في المستقبل؛ حيث تحسّن تقنيات الواقع المعزز الواقع من خلال تراكب مجال الرؤية مع المعلومات الرقمية التكميلية، وعن طريق الرسومات الناتجة عن الكمبيوتر عادةً. ومن المتوقّع أن يندمج العالم الحقيقي والافتراضي أكثر وأكثر في المستقبل أثناء القيادة أيضًا.

تقاسم السيارة

وأخيرًا، المجال الثالث الذي سنرى المزيد من التطورات فيه على مدى السنوات الخمسة المقبلة هو تقاسم السيارة. ومن أبرز التطورات الحالية هو النموّ السريع وتطور اقتصاد المشاركة. يمكن للناس اليوم استئجار كلّ شيء من حقائب اليد الفاخرة إلى المنازل الراقية والسيارات أيضًا. وهذا مجال كان ضمن اهتمامات مجموعة بي أم دبليو لبعض الوقت.

المثال على ذلك هو DriveNow. أقمنا شراكة مع شركة سيكست (Sixt) في عام 2011 لتقديم خدمة تقاسم السيارات حيث يمكن للعملاء استئجار مركبات بي أم دبليو وميني وإعادتها من أيّ نقطة صعود ونزول من دون حجز مسبق. ويتمّ فرض رسوم الإيجار بحسب الدقيقة، وتكون رسوم ركن السيارات والوقود مشمولة أيضًا.

تعدّ خدمة DriveNow واحدة من أكبر خدمات تقاسم السيارات في العالم، حيث تشمل أكثر من 600 ألف عميل وأسطول من حوالي 4.500 سيارة. وهي تعمل في أحد عشر مدينة: خمسة مواقع في ألمانيا - برلين وهامبورغ وميونيخ ودوسلدورف وكولونيا - وكذلك لندن وفيينا وكوبنهاغن وستوكهولم وبروكسل وميلانو. وفي ألمانيا، تسجّل DriveNow أكثر من نصف مليون رحلة شهريًّا.

تضمّ DriveNow اتجاهًا رئيسيًّا آخر شهدناه هذا العام، وهو الكهربة. ومن المتوقع أن يصل عدد السيارات الكهربائية في الطرق العالمية إلى عتبة 2 مليون سيارة بنهاية هذا العام، مع معلقين صناعيين يقولون إنّ ثورة السيارات الكهربائية تحصل اليوم.

تمّ إدخال السيارات الكهربائية لأول مرة في أسطول DriveNow في صيف 2013. وتتاح سيارات بي أم دبليو i3 الكهربائية اليوم في جميع المدن الأحد عشر تقريبًا. ويتمّ تشغيل 20 في المئة من الأسطول بأكمله كهربائيًّا وقد حصل أكثر من 150.000 من العملاء على أول تجربة قيادة كهربائية بفضل DriveNow، مع تغطية أكثر من ثلاثة ملايين كيلومتر في المجموع في سيارات بي ام دبليو i3s. وفي تطور فريد من نوعه، تقدّم كوبنهاغن أسطولا كهربائيًّا بالكامل، حيث يمكن للعملاء الوصول إلى 400 سيارة بي ام دبليو i3s الجديدة.

وفي الوقت نفسه، أطلقت مجموعة بي ام دبليو مؤخرا خدمة ReachNow لتقاسم السيارات الفاخرة في أمريكا الشمالية، بالاعتماد على نموذج DriveNow الأوروبي الناجح. وقد أطلقت المشروع في سياتل في أبريل من هذا العام بسبب اهتمام المدينة في الترحيب بخدمات التنقل الصديقة أكثر للبيئة والتي تجعل الحياة أسهل لسكانها. بالإضافة إلى ذلك، حازت سياتل على المرتبة الثالثة في معظم المدن الصديقة للمركبات الكهربائية في الولايات المتحدة من خلال تشارجبوينت (ChargePoint)، أكبر شبكة شحن للسيارات الكهربائية.

تعمل خدمة ReachNow بعد ثمانية أشهر فقط من إطلاقها، واستخدامها من 32.000 شخص وقطع أكثر من 1.2 مليون ميل لاحقًا، في ثلاث مدن: سياتل، بورتلاند ومؤخرا بروكلين، مع مواقع إضافية مخطط لها لعام 2017 في أمريكا الشمالية.

وعلاوة على ذلك، ستقوم ReachNow بتجربة أربعة خدمات تنقل جديدة في مدن مختارة خلال الشهرين المقبلين:

  • الركوب (Ride) - خدمة مثل أوبر وكريم حيث يمكن للعملاء طلب السائق وكذلك جدولة رحلات فردية ومتكرّرة في سيارة ReachNow من بي أم دبليو

  • حلول الأسطول (Fleet Solutions) - حيث سيكون لأعضاء السكن استخدام حصري لأسطول كامل من السيارات الكهربائية بي أم دبليو i3 والفئة 3 الممتازة والمستدامة والتي تبقى في الموقع في مباني أو مجمعات سكنية مختارة

  • الحجز (Reserve) - لأعضاء ReachNow الذين يرغبون في استخدام المركبات لرحلات أطول لمدة 2-5 أيام، حيث يمكنهم طلب سيارة محدّدة ليتم تسليمها في الوقت والمكان المفضلين

  • التقاسم (Share) – لأصحاب سيارات ميني الذين يرغبون باستثمار سياراتهم في الأوقات التي لا يقومون باستخدامها، واسترداد تكلفة الملكية بشكلٍ جزئيّ عن طريق تأجير سيارتهم عبر خدمة ReachNow  

إلى أين؟ نحاول البقاء على اطلاع على الديناميات المحلية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دبي. وقد أعربت هيئة الطرق والمواصلات في الإمارة عن اهتمامها بهذا المجال ونعتقد أنّ تقاسم السيارات سيظهر في هذه المدينة والمنطقة يومًا ما، وسنكون على استعداد لذلك عندما يحين الوقت.

مصمّمة لمتعة القيادة

ترى مجموعة بي أم دبليو التغييرات التي تجتاح عالم التنقل من خلال التحوّل الرقميّ، كفرصة ممتازة لجعل الحياة المتنقلة أكثر أمانًا وسهولة وملاءمة. ومع هذه الصناعة المتغيرة باستمرار وتطوّر التقنيات الجديدة، لا مفرّ من أنّ يكون ثمّة بعض العقبات في هذا المسار. ولكن على المدى الطويل، عندما تصبح السيارات الآلية متّصلة بعضها ببعض وبالمناطق المحيطة بها، نؤمن بأنّ هذه التقنيات لن توفّر المزيد من الراحة والكفاءة فحسب، بل ستؤدّي أيضًا إلى زيادة هائلة في السلامة. ونحن نعلم أنّ عملائنا يرغبون في الحصول على إمكانيّة الاختيار اعتمادًا على الوضع. وذلك يتيح إمكانيات رائعة، سواء ما إذا كانوا يريدون أن يتحكّموا في القيادة أو يريدون للسيارة تولي زمام الأمور. من المرجّح أن تكون التغييرات التي سنراها في غضون السنوات الـ10-20 المقبلة في صناعتنا، أكثر دينامية وراديكالية وتخريبية مما كانت عليه في أكثر من 100 سنة من تاريخ السيارات في السابق.