قامت شركة On Device Research -شركة لأبحاث الموبايل وتقديم العيِّنات والتكنولوجيات التي تساعد الشركات على التواصل مع زبائنها من خلال دراسات الموبايل- مؤخرًا بالإعلان عن استنتاجات عامَّة حول أثر الموبايل على التسوُّق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقُدِّمت النتائج في عرض تقديمي عنوانه "المجمَّعات التجارية والمتاجر الكبرى تماطل. أثر الموبايل على التسوق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، ويمكن الاطلاع على العرض هنا.
هذه نبذة عن On Device Research: تأسست الشركة عام 2009، وباستخدام تكنولوجيا تحتكرها الشركة، تقوم بجذب مستجيبين مصنَّفين حسب الفئات الاجتماعية من مختلف أنحاء العالم. وتستخدم اتصال الموبايل بالإنترنت للحصول على آراء المستهلكين في أي مكان وزمان. وقد أجرت الشركة أكثر من 20 مليون بحث ميداني في 74 دولة. ويقدِّم هذا التقرير نتائج بحث أُجرِي مع 1500 مستخدم للموبايل في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
تم إجراء البحث في أيلول/سبتمبر من عام 2014، مع عيِّنة تمثل مستخدمي الإنترنت عبر الموبايل. في مصر، كان 70 في المئة من المستجيبين يستخدمون هواتف عادية (غير ذكية).
------------------------------------------------------------------------
مصر. عدد السكان: 82 مليون. معدل دخل الفرد السنوي 3314 دولارًا
المملكة العربية السعودية. عدد السكان: 29 مليون. معدل دخل الفرد السنوي 25851 دولارًا
الإمارات العربية المتحدة. عدد السكان: 9.4 مليون. معدل دخل الفرد السنوي 41691 دولارًا
------------------------------------------------------------------------
فيما يلي أهم نتائج البحث.
تتمحور استنتاجات البحث حول العلاقة بين الموبايل وأنماط التسوق في المتاجر الفعلية. فعلى سبيل المثال، قام 90 في المئة من مستخدمي الإنترنت عبر الموبايل في السعودية والإمارات باستخدام هواتفهم في المتاجر لمقارنة الأسعار ومعرفة آراء المستخدمين بالمنتجات أو لطلب النصيحة من الأصدقاء. وانخفضت النسبة في مصر إلى 60 في المئة، ويعود ذلك إلى انتشار استخدام الهواتف النقالة العادية هناك. إذ ترتفع النسبة بين مستخدمي الهواتف الذكية في مصر إلى 86 في المئة، ما يعادل تقريبًا النسبة في الإمارات والسعودية. وإذا كان هناك شك في تأثير ذلك على قرار الشراء، فإن النتيجة التالية تلغيه: امتنع 81 في المئة من المستخدمين في السعودية والإمارات عن شراء منتج نتيجة للنتائج التي تلقوها عبر هواتفهم، في حين فعل المثل 44 في المئة، فقط، في مصر.
ثمة تأثيرات هائلة على منافذ البيع بالتجزئة والمُعلِنين، وليس ذلك مفاجئًا أو غريبًا.
لقد باتت مقارنة الأسعار وآراء الآخرين بالمنتجات في جيب المستهلك أينما ذهب. ولم يعد من الممكن لعلامة تجارية أن تخبِّئ عيوب منتجها أو تضع أسعارًا غير منصفة لمنتجاتها. في المقابل، توفِّر هذه الحقائق فرصًا جديدة للمعلنين، إذ أصبحوا قادرين على الوصول إلى الجمهور وهم في المتجر.
يصف التقرير التسوق في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بأنه "رياضة وطنية". ويشهد على ذلك أن بعض أكبر مراكز التسوق موجودة في هاتين الدولتين. فمول دبي مثلًا -وهو أكبر مركز للتسوق في العالم، تبلغ مساحته 1.12 مليون متر مربع ويضم 1200 متجر- اجتذب أكثر من 65 مليون متسوِّق عام 2012، ويفوق هذا الرقم عدد الذين زاروا نيويورك خلال العام نفسه.
-------------------------------------------------------------------------------
مصر. نسبة انتشار الإنترنت 25 في المئة. نسبة انتشار الموبايل 120 في المئة. نسبة انتشار الهواتف الذكية 23 في المئة. سكان المدن 44 في المئة.
المملكة العربية السعودية. نسبة انتشار الإنترنت 60 في المئة. نسبة استخدام الموبايل 176 في المئة. نسبة استخدام الهواتف الذكية 76 في المئة. سكان المدن 84 في المئة.
الإمارات العربية المتحدة. نسبة انتشار الإنترنت 71 في المئة. نسبة انتشار الموبايل 167 في المئة. نسبة انتشار الهواتف الذكية 75 في المئة. سكان المدن 78 في المئة.
-------------------------------------------------------------------------
ويبدو أن مصر، على وجه الخصوص، تسير على طريق كل من السعودية والإمارات. يُعرف عن مصر انتشار الأسواق القديمة والمتاجر المحلية الصغيرة، إلا أنها تجتذب مؤخرًا علامات تجارية كبيرة مثل ماركس وسبنسر، وآيكيا، وزارا، وتضم مراكز تسوق منها Mall of Arabia الذي تبلغ مساحته 882 ألف متر مربع. ورغم انخفاض نسبة استخدام الهواتف الذكية وبطء الإنترنت وصغر معدَّل الدخل، تتشابه أنماط سلوك مستخدمي الهواتف الذكية فيها مع نظرائهم في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتجدر الملاحظة بأن بين الدول الثلاث اختلافات عدة، رغم كونها تحتوي أسواقًا استهلاكية نشطة ومتنوعة.
استخدامات الموبايل الشائعة أثناء التسوق
يشكِّل استعمال الهاتف لطلب النصيحة من الأصدقاء أو أفراد العائلة بإرسال صورة المنتج أو الاتصال بهم الاستخدام الأكثر رواجًا بنسبة 35 في المئة. في مصر، يقوم 20 في المئة فقط من مستخدمي الهواتف العادية بذلك. في حين تبلغ نسبة مستخدمي الهواتف الذكية الذين يقومون بالنشاط نفسه 43 في المئة، وهي نسبة تقارب نظيرتها في السعودية (36 في المئة) والإمارات (44 في المئة).
ومن الاستخدامات الأخرى مقارنة الأسعار والاطلاع على تقييمات المنتج، بالإضافة إلى نشاطات غير مرتبطة بالتسوق، كالترفيه (57 في المئة)، الذي ينقسم بدوره إلى استخدام الألعاب (28 في المئة) والتقاط الصور (24 في المئة) وتصفُّح شبكات التواصل الاجتماعي (22 في المئة).
"أي شخص يروِّح عن نفسه بالألعاب أو تصفح شبكات التواصل الاجتماعي أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو يقرأ الأخبار، خلال وجوده في المتجر، يمكن أن يكون هدفًا لعروض مهمة وذات صلة من خلال شبكات إعلانات الموبايل" - نادر قبيسي، المدير العام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، On Device Research.
النشاطات غير المرتبطة بالتسوق تشكل فرصة كبيرة
تشكل النشاطات غير المرتبطة بالتسوق التي يقوم بها المستخدمون أثناء وجودهم في المتجر، فرصة رائعة لمنافذ البيع بالتجزئة. فعلى سبيل المثال، يمكن عرض إعلانات مناسبة للمُتسوِّقين الذين يستخدمون الألعاب أو يتصفحون شبكات التواصل الاجتماعي أو يقرؤون الأخبار أو يشاهدون مقاطع الفيديو باستخدام ميزات تكنولوجية متعددة كالمنصات التي تعتمد على الموقع الجغرافي للجهاز واهتمامات المستخدم.
تنبيه لمنافذ البيع بالتجزئة
معظم الذين يستخدمون الموبايل في المتاجر للتسوق امتنعوا عن الشراء أو أجَّلوه أو فضَّلوا الشراء من منافذ بديلة.
والسبب الأكثر انتشارًا لذلك هو أن المُشترين يجدون -بعد البحث عبر الإنترنت- المنتج نفسه بسعر أقل في متجر آخر. وتنقسم نسبة الذين عدلوا عن قرار الشراء بسبب استخدام الموبايل في المتاجر كما يلي: 33 في المئة منهم وجدوا سعرًا أقل في متجر آخر، و18 في المئة وجدوا منتجًا أفضل و16 في المئة استمعوا إلى رأي صديق أو فرد من العائلة.
أين يمكن للعلامات التجارية الوصول إلى المُتسوِّقين الذين يستخدمون الموبايل؟
بالدرجة الأولى على فيسبوك ويوتيوب. كما يجب على منافذ البيع بالتجزئة والعلامات التجارية البحث عن فرص للإعلان لدى متاجر محلية مثل سوق.كوم وdubizzle في الإمارات العربية المتحدة.
تطبيقات الألعاب والدردشة
يقوم حوالى ثلث المستجيبين باستخدام الألعاب خلال تواجدهم في المتجر، ما يعني أن من يُعلِن ضمن اللعبة المناسبة قد يحصل على المعادلة الناجحة. ويقترح هذا التقرير استخدام App Annie لهذه الأغراض، إذ توفِّر هذه المنصة بيانات تقييم للتطبيقات وأدوات تحليل موبايل عالية الجودة، أو بعبارة أخرى "تتتبَّع من يتحرك ويدفع المال ضمن بيئة التطبيقات"، حسب ما يقول التطبيق.
ولعل أحد أبرز العوائق هو أن معظم تطبيقات الدردشة لا تتيح حلولًا إعلانية تقليدية. ولكن ذلك يجب ألا يمنع العلامات التجارية من استخدامها لعرض الصفقات والتخفيضات على المستخدمين. أكثر تطبيقات الدردشة رواجًا هي WhatsApp و Facebook Messenger ويليهما Skype و Viber.
الهواتف في مواجهة الأجهزة اللوحية
اتَّصل 40 في المئة من المستجيبين بالإنترنت عبر هواتفهم النقالة خلال العام الماضي.
تُحدِث الهواتف وأحجام رزم البيانات الأرخص ثمنًا، إلى جانب اتِّساع نطاق تغطية الشبكات، أثرًا في انتشار الاتصال بالإنترنت عبر الموبايل، ويشهد على ذلك أن 60 في المئة من المستجيبين قالوا إنهم بدؤوا بالاتصال بالإنترنت عبر هواتفهم خلال العامين الماضيين.
في الوقت نفسه، يتزايد عدد مُستخدمي الأجهزة اللوحية. ففي حين قال كافة المستجيبين أن هواتفهم تتضمن ميزة الاتصال بالإنترنت، شكَّلت نسبة استخدام الأجهزة اللوحية العالية "مفاجأة حقيقية"، ولا سيما في مصر.
أخيرًا، كشف التقرير أن معدل سنِّ الذين يستخدمون الإنترنت عبر الموبايل هو 25 سنة تقريبًا، وهو نفسه معدِّل عمر السكان العام.