شارك هذا المقال
;)
;)
;)
يمر تصميم الخط العربي للمواقع الإلكترونية وتطبيقات الأجهزة الجوالة "بتجارب سيئة"، ولكن "التجارب السيئة هي المفتاح لإيجاد الحلول"، كما تقول هدى أبي فارس، مصممة الخطوط، أثناء تقديمها ورشة عمل عن الخط العربي لتطبيقات الأجهزة الجوالة، خلال يوم التصميم والبرمجة من مؤتمر "عرب نت 2014".
وفي ورشة العمل التي أجرتها مع فوزي رحال، أحد تلاميذها سابقًا، سلطت المشاركة البارزة في مؤسسة خط في أمستردام الضوء نقاط هامة يجب أن يأخذها كل مصمم بعين الاعتبار لدى تصميم الحرف العربي.
1 - الوضوح:
أول ما يجب التفكير فيه لدى تصميم الحرف العربي هو الوضوح، وخاصة لشاشات الأجهزة الجوالة الصغيرة. ولتحقيق الوضوح، لا بد من التنبه إلى نقاط هامة وأساسية:
- القراء يفضلون ما هم معتادون عليه. إن استخدام حرف شديد الحداثة، ولا يشابه ما اعتاد عليه القُرّاء، قد ينفّر المستخدمين ويجعل قراءة النصوص أصعب. إلا أن ذلك يعتمد على الجمهور المستهدف؛ فالحرف المناسب في تطبيق موجّه لقراء الصحف، يختلف عن نظيره في تطبيق موجه لمشاهدي التلفزيون.
- يجب ألا تكون الخطوط شديدة الخفة والنحافة. لا بد من درجة ما من السماكة للخطوط الجيدة. ولكن الخطوط يجب ألا تكون أسمك من اللازم، لأن ذلك قد يربك القراء إذا زالت الاختلافات بين الأحرف.
- لا داعي للتفاصيل غير الضرورية. ربما تبدو الخطوط، ذات المنحنيات الكثيرة والتفاصيل الزائدة، جميلة على الورق أو على ملصق، ولكن ذلك لا ينطبق على الشاشات، فالقراءة من الشاشة يجب أن تكون سهلة وتلقائية، وبالتالي فإن الأحرف بسيطة الشكل مثالية لأنها تساعد على القراءة السهلة والسريعة.
- يجب أن تكون الخطوط بالحجم المناسب أفقيًا وعموديًا. عند تصميم الخطوط للشاشات الصغيرة، تكون مساحة الرؤية المتاحة صغيرة، والقراءة المريحة تقتضي تضمين أكبر قدر ممكن من المعلومات في الشاشة، بشكل مريح. لذلك، يجب أن تكون الحروف مضغوطة قدر الإمكان ولكن دون أن تضيع مميّزات كل حرف.
- تغيير سماكة الرسم. رغم أن خطوط الشاشات يجب أن تحتوي على أقل قدر من التفاصيل، هناك تفاصيل لا غنى عنها، كالنقاط والحركات والشدات. ويمكن أن يكون تغيير سماكة رسم الحروف مفيدًا جدًا في هذا الصدد.
- الإبقاء على الفتحات واضحة. قد يؤدي تصغير فتحات الحروف، كالهاء والفاء والقاف وغيرها، إلى تشويه شكلها وجعل القراءة تجربة صعبة. يجب أن تكون الحروف ذات فتحات واضحة وسهلة التمييز.
- التصميم لأسوأ الاحتمالات. غالبًا ما يختبر المصممون عملهم على شاشات جيدة، إلا أن ذلك لا ينطبق على جميع المستخدمين. لذا، يجب الحرص على تصميم الخطوط بحيث تكون واضحة حتى على الشاشات ذات الدقة المنخفضة أو الإضاءة السيئة.
- التباين أساسي. لعل التباين هو أهم عوامل الوضوح على الإطلاق؛ فاختيار لونين متباينين لكل من الخلفية والنص يؤدي دائمًا إلى نص أوضح. ولكن، عند استخدام حرف أبيض على خلفيات سوداء أو داكنة، غالبًا ما يبدو النص وكأنه مضيء. يساعد استخدام خط خفيف السماكة على خفض ذلك الأثر.
2 - استخدام اللون كأداة
يمكن أن يكون اللون أداة مؤثرة لدى تصميم الخطوط، وخاصة العربية منها. فالخطوط العربية المستخدمة على الإنترنت ليس لها خطوط مائلة مناسبة. ولا يوجد في اللغة العربية خيارات كالأحرف المنفصلة، أو الأحرف الكبيرة، أو ما شابه. وعدا عن استخدامه كوسيلة للوضوح، يمكن استخدام اللون كأداة لإيضاح ترتيب وبنية المعلومات؛ فاستخدام لون معين لكل صنف من المعلومات هو طريقة ممتازة لإيضاح التسلسل الهرمي لموضوع التصميم.
ويعتمد ذلك، بطبيعة الحال، على موضوع التصميم وطبيعته وجمهوره المستهدف. أحيانًا، يمكن إيضاح التسلسل الهرمي للمعلومات من خلال استخدام أحجام مختلفة أو سماكات متباينة، بل وخطوط متنوعة، للفصل بين العناوين ومتن النص، أو بين التعليقات والمقتبسات. ولكن، وفي حالات عديدة، يمكن أن يكون اختيار لون مختلف، لعنوان أساسي أو مقتبس هام، طريقة أفضل لترتيب المعلومات التي يتمحور حولها التصميم.
ويجب ألا يستهين المصمم بالقيمة الجمالية للألوان، والتي تأتي من اختيار الألوان المتناغمة، والتي تحقق درجة كافية من التباين. وللحفاظ على جمالية التصميم، يجب ألا يبالغ المصمم في استخدام الألوان. فكثرة الألوان غالبًا ما تؤدي إلى التشويش، ولا سيما في النصوص. وعادة يكون استخدام لونين تم انتقاؤهما بعناية كافيًا.
3 - إضافة اللمسة الخاصة
لكل تصميم شروطه الخاصة، والمصمم الجيد يفهم موضوع تصميمه ويبحث عن الطريقة الأجمل لإيصال المعلومات المطلوبة بوضوح. لذلك، يجب ألا يستهين المصمم بالعامل الشخصي لدى تصميم الخط، أو أي تصميم بصري. عليه، يُفضّل أن يبني المصمم عمله على طبيعة التصميم والجمهور الذي سيتلقاه.
أخيرًا وليس آخرًا، تذكّر هدى أبي فارس أن "القاعدة البلاغية 'خير الكلام ما قل ودل' تنطبق على التصميم".
Design+Code day هدى أبي فارس و فوزي رحال في
