كيف تستهدف النساء في المملكة العربية السعودية: دراسة عملية على الإعلام الاجتماعي أجرتها 77 Media
رجوعتُعرِّف 77 Media نفسها بأنها ‹بوتيك للتسويق الرقمي›. تتخذ الشركة من مدينة جدّة في المملكة العربية السعودية مقرًا لها، وهي تقدِّم خدمات التسويق للإنترنت والتطبيقات، وتطوير الألعاب وإنتاج الفيديو والتصوير والغرافيك المتحرك motion graphics، بالإضافة إلى التسويق عبر الإعلام الاجتماعي. قدَّمت الدراسة مها طاهر، رئيسة قسم التسويق الرقمي في 77 Media والتي شاركت في تأسيس الفرع الاجتماعي من الشركة، 77 Social، خلال عام على انضمامها للشركة. تخرجت من سويسرا وعملت في ألمانيا، ثم عادت إلى جدة بعد حيازتها ثماني سنوات من الخبرة في التكنولوجيا وإدارة الأعمال.
نورِد فيما يلي النقاط الأساسية من العرض التقديمي الذي أجرته:
ما تزال شركات عديدة لا تفهم الإعلام الاجتماعي
«هذه الشركات تحول الإعلام الاجتماعي إلى إعلام مزعج. فهي ترسل لنا عشرات الرسائل ولكن من دون تفاعل». وفقًا لمها، تخطئ شركات عديدة لدى استخدامها الإعلام الاجتماعي، حين يكون دوره الإعلان عن حسم بقيمة 30 في المئة، أو عرض لشراء شيء والحصول على مثله مجانًا. تقول مها مركِّزة على القيمة المضافة: «لا يعنيني هذا. إما أن تُقدِّم لي التسلية أو تقدم لي المعلومة»، ويبدو أن العلامات التجارية غالبًا ما تتجاهل التسلية.
كيفية استهداف النساء السعوديات: باجتذاب ولائهن
تشرح مها أن انعدام التواصل ثنائي الاتجاه، والاكتفاء بتواصل أحادي الاتجاه، هو سبب عدم قدرة العلامات التجارية على استهداف النساء السعوديّات. تقول: «يجب أن تعلموا جيدًا ما نريد تحقيقه لكم كي تتمكنوا من إيصال رسالتكم». فالحملات والعروض لا تضمن الحفاظ على إعجاب العملاء المحتملين؛ إذ يمكن للمستخدمات أن يتوقفن عن متابعة صفحة علامة تجارية ما ومتابعة علامة تجارية منافسة بعد انتهاء مدة العرض أو الحملة. «السبب الوحيد الذي يدفع المستخدمة لمواصلة متابعة صفحة علامة تجارية هو شعورها بأنها صديقة لهذه الصفحة».
ما ينجح حقًا في المملكة العربية السعودية: صاحبات التأثير
يبدو ذلك بسيطًا، ولكن ثمة طريقة لتحقيق ذلك. «إذا فعل شخص ما من الخارج هذا، فلعله لا يفهم طريقة تفكيرنا». وتتابع مها فتعرض ثلاث صور لنساء لهنَّ شعبية على صفحات الإعلام الاجتماعي في السعودية. إلا أن إحداهنَّ حظيت بشعبيتها لأسباب خاطئة على ما يبدو، الأمر الذي يُرجَّح ألا يعرفه مسؤول تسويق من الخارج، ويمكن أن يؤدي استخدام تأثيرها إلى الإساءة إلى صورة العلامة التجارية.
الحفاظ على الروح المحلية
بناءً على ما سبق، يجب أن يكون مسؤول صفحات الإعلام الاجتماعي على معرفة جيدة باللهجة المحلية، إذ يمكن أن يتغير معنى كلمات عدة من لهجة إلى أخرى، وبعض الكلمات لا تُستَخدم إلا في لهجات عربية محددة. «يجب أن يكون مسؤول الإعلام الاجتماعي في العلامة التجارية من أهل البلاد ليتمكن من فهم اللهجة المحلية».
الأشخاص المناسبون في الوقت المناسب وبالتواتر المثالي
ليست النساء دائمًا من يتَّخذنَ القرار. لذا، من الضروري أحيانًا استهداف الرجال بالتسويق، فأحيانًا يشارك الابن أو الابنة في اتخاذ القرار. يجب أن يعرف مسؤول الإعلام الاجتماعي متى ينشر، والأهم أن يعرف تواتر النشر. كقانون عام، لا بأس بالنشر مرة أو مرتين في أوقات الذروة كل يوم. ولكن الأمر يعتمد على طبيعة الجمهور المستهدف. ويجب ألا ينسى مسؤول الإعلام الاجتماعي أن الموظَّفين في السعودية يبدؤون عملهم في وقت متأخر عن الوقت المعتاد، إذ ليس من غير المعتاد أن يذهبوا إلى أعمالهم في العاشرة أو الحادية عشرة، ولا بد من وضع هذا في الاعتبار لدى توقيت المنشورات.
الذهاب وراء الكواليس
لا يوجد في السعودية نوادٍ ولا مسارح ولا صالات سينما، ما يعني أن الإعلام الاجتماعي منصة ترفيه كبرى بالنسبة لسكَّان المملكة. لذلك «التجربة الإنسانية أساسية جدًا». فالسعوديات يحببن مشاهدة صور من وراء الكواليس، والأشياء التي فعلها من يحضِّرون جلسة التصوير قبل القيام بالتصوير، وليس النتيجة النهائية وحدها.
سبب صعوبة فهم طبيعة المملكة العربية السعودية: الرياض مقابل جدة
طُرِح هذا الموضوع خلال الحوار اللاحق للعرض التقديمي. وخلاصة المسألة كما يلي: تسعى الشركات عادةً لاجتذاب السعوديين والسعوديات من دون الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المناطق المختلفة. مثلًا، أهل الرياض أميل إلى أن يكونوا محافِظين، وهم يملكون مالًا أكثر ومستعدون لإنفاق مبالغ أكبر، لذا، يجب على صفحات الإعلام الاجتماعي أن تذكر التجربة التي يقدمها المنتج لدى استهداف سكان الرياض. في المقابل، يتصف سكان جدة بأنهم أكثر تحررًا وانطلاقًا، لذا فالنساء هناك أكثر استعدادًا للخروج ورؤية المنتج بأنفسهن. وتختلف عنهما الطائف، وكذلك مكة المكرمة والدمام. «يجب أن تتأقلم شخصية العلامة التجارية مع المدينة التي يستهدفها التسويق».
شاهدوا العرض كاملًا أدناه: