Mideast Tunes هي منصة هامة لاكتشاف الموسيقيين غير المعروفين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. تأسست المنصة في البحرين عام 2010، وتسعى إلى توحيد شعوب المنطقة من خلال الموسيقى، ومنح الموسيقيين غير المعروفين تغطية إعلامية يحتاجون إليها من دون مقابل. لا تجتمع عادة عبارة «الشرق الأوسط» وعبارة «الموسيقى المحرضة للتفكير» في سياق واحد، ولكن هذه هي الرسالة التي تريد Mideast Tunes إيصالها. تحدثنا إلى إسراء الشافعي، الناشطة البحرينية في مجال الحقوق المدنية، والمؤسسة والمديرة التنفيذية في Mideast Youth ومشاريعها الأخرى، التي تتضمن CrowdVoice.org و Mideast Tunes.
وقالت الشافعي: «نحن على قناعة بأن الموسيقى قادرة على تغيير العالم، وأن الموسيقيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيكونون روادًا في هذا المجال».
يجد المستخدم على هذا التطبيق موسيقيين أمضوا حياتهم يؤلفون ويسجلون لاستمتاعهم بذلك فقط، ولأنهم أرادوا أن يعبروا عن أنفسهم بطريقة ذات معنى، وغالبًا ما لا يؤدي هذا الموقف من الحياة إلى جني أرباح.
هل سمعتم مثلًا بموسيقى هيب هوب من السعودية، أو موسيقى جاز من السودان؟ أعلم يقينًا أنني لم أسمع بذلك من قبل. وكوني أحب الموسيقى، لجأت إلى الإنترنت لمعرفة الفرق البارعة غير المعروفة. وكان من النادر أن أجد أعمالًا جذبت الكثير من الاهتمام من الجمهور تتميز بالجودة. وكانت مفاجأة إيجابية أن أجد تطبيقًا لنظامي iOS وأندرويد يظهر العديد من الفرق المختلفة، وهو منظم بشكل جيد وسهل الاستخدام.
تقوم منصة Mideast Tunes بمهمتها في هذا الإطار، حيث تظهر موسيقيين حقيقيين من مختلف أنحاء المنطقة، وقد أوصلت المنصة فرقًا كثيرة إلى أن تذكر في منافذ إعلامية كبيرة، كإذاعة BBC وإذاعة NPR. وحتى آمبر فارس، مخرجة فيلم Speed Sisters علقت على التطبيق قائلة: «كان Mideast Tunes موردًا هائلًا لنا خلال مرحلة تحضيرنا لفيلم Speed Sisters الوثائقي. فقد أردنا أن نستخدم موسيقى من تأليف فرق مستقلة من المنطقة، بأصوات متنوعة، واكتشفنا معظم الفنانين المدرجة أعمالهم Mideast Tunes. وهذا التطبيق يمثل حقًا أفضل مورد للموسيقى العربية المستقلة».
يتميز تطبيق نظام iOS وتطبيق أندرويد والموقع الإلكتروني الخاص بالمنصة بواجهة مستخدم جميلة، وتقدم لهؤلاء الموسيقيين المستقلين فرصة للوصول إلى جمهور أوسع في العالم العربي. وتقدم Mideast Tunes حاليًا موسيقى أكثر من 1300 فرقة وحوالى 7000 أغنية من مصر ولبنان وكردستان والمملكة العربية السعودية والبحرين... يمكن للمستخدم تصفح الفرق حسب البلد، أو نوع الموسيقى، بالإضافة إلى إمكانية تصفحها حسب رواجها أو حسب الترتيب الأبجدي. وعندما يضيف المستخدم المزيد من الموسيقيين إلى مجموعته المفضلة، يقدم Mideast Tunes اقتراحات بناءً على ذائقة المستخدم.
الميزات الجديدة في عام 2014 بعد الاستثمار من AFAC
أصبح التطبيق ثنائي اللغة الآن، ويمكن للمستخدم إنشاء قائمة التشغيل الخاصة به، وقريبًا سيتمكن المستخدم من إنشاء عدة قوائم تشغيل. تمت بناء التطبيقات بشراكة مع AFAC: الصندوق العربي للفنون والثقافة في بيروت. بدأ الصندوق بتمويل Mideast Tunes أوائل عام 2014، وبتمويل من 40 ألف دولار، تم إطلاق التطبيقات.
تعمل المنصة حاليًا على تطوير ميزة الاستماع إلى الأغاني المفضلة دون الاتصال بالإنترنت، بحيث يتمكن المستخدم من الاستماع إلى الأغاني خلال سياقة السيارة أو الهرولة من دون اتصال WiFi أو 3G. وليس هذا مطابقًا لتنزيل الموسيقى، حيث إن الاستماع إلى الأغاني ممكن عبر التطبيق حصرًا، ولا يمكن تشغيلها على تطبيق آخر.
وتابعت الشافعي قائلة: «تحدثنا طويلًا مع العديد من الفرق حول هذا، لنضمن أنهم يشعرون بالارتياح تجاه هذا القرار. معظم الموسيقيين لدينا لا يقومون بهذا العمل من أجل المال، بل لأنهم فنانون يحملون همًا سياسيًا أو اجتماعيًا. إنهم يقومون بهذا العمل من أجل معجبيهم، فإذا استمعتَ إلى أعمال الفنانين على Soundcould، ستجد أن العديد من أعمالهم غير مسجل، وبالتالي فهم يسمحون للمستخدمين بتنزيل الموسيقى».
إلا أن صندوق AFAC ليس مؤسسة تبحث عن عائد من استثمارها، بل هو صندوق تمويل يدعم الموسيقى المستقلة والسينما المستقلة في المنطقة العربية. أطلق الصندوق برنامج تأليف وبحث موسيقي، وتمكنت منصة Mideast Tunes من الفوز بمنحة بفضل هذا البرنامج. وقد تحدث إلى إدارة المنصة مستثمرون ممولون ومستثمرون في المشاريع، إلا أن هذه الاستثمارات ستتطلب مقابلًا، والذي يعني أن Mideast Tunes ستضطر إلى التنازل عن مبادئها وتبدأ بالتفكير في المال، لا بخير المجتمع.
«شراكتنا مع صندوق AFAC جيدة، فإدارته تتفهم إمكانية وحاجة تطبيق يركز على الإنتاج الموسيقي المستقل في المنطقة العربية، ولم يكن هناك تطبيقات كهذه من قبل. إلا أن Mideast Tunes يمتلك قاعدة البيانات الواسعة والتي تضم أكثر من 1300 فرقة في المنطقة، وقد أمضينا الأعوام الأربعة الماضية نجمع هذه الفرق معًا، وبعض الفرق يأتي أيضًا من إيران وتركيا وكردستان».
التحديات
لا يمكن للفرق الحصول على تأشيرات السفر بسهولة ليتمكنوا من تقديم الحفلات خارج الحدود هذه الأيام، ما يعني أن بعض الحفلات في دول مختلفة يتم إلغاؤها. ومن التحديات أيضًا، الكلفة، فمنصة Mideast Tunes غير ربحية بالكامل. كافة العمليات التي أجرتها المنصة كانت ممولة ذاتيًا حتى بداية كانون الثاني/يناير 2014. «تجاوز تطبيقنا 100 ألف عملية تنزيل، ونحن نجتذب الاهتمام ونتلقى العديد من الآراء الإيجابية حول التطبيقات الجديدة، ونفكر في وسائل لجني الأرباح من المشروع، ولكننا نشعر أن الوقت لم يحن بعد لأننا نريد الوصول إلى جمهور واسع، ولم ننجح في ذلك بعد».
إمكانيات جني الأرباح
قد تفكر منصة Mideast Tunes وضع رسوم على المحطات الإذاعية لقاء المعلومات التي تطلبها، إذ يبذل فريق المنصة جهدًا ووقتًا كبيرين في إيجاد كل فناني البوب في مصر، ووصل المحطات الإذاعية بهم، أو كافة فناني الميتال في الكويت، وضمان أن يتم الاتصال بين من يجري المقابلة والفرقة الموسيقية. وللإنصاف، تتلقى المحطات الإذاعية مالًا ثمنًا للإعلانات أو دعمًا من المؤسسات، والفرق يتم التعريف بها في المقابلات أيضًا.
وترغب Mideast Tunes في أن تتيح للفرق أن تكسب المال بدورها، لكن من دون التحول عن الهدف الأساسي. فعلاقة فريق المنصة ليست مع شركات تسجيل الأغاني، بل مع الفرق نفسها. ويجب ألا يُخلط بين Mideast Tunes وأنغامي.
الرّواج
تتلقى الموسيقى المستقلة رواجًا متزايدًا في منطقة الخليج، وقد ازداد عدد فناني الميتال والهيب هوب الذين يلبون الطلب على هذا النوع من الموسيقى. من قبل، كان جمهور حفلات هؤلاء الفنانين لا يتجاوز 50 أو 100 شخص، أما هذه الأيام، فهناك حملات تُباع كافة بطاقاتها في اليوم الأول من مرحلة بيع البطاقات.
ويسعى عدد متزايد من الفرق إلى جمع المال من خلال التمويل الجماعي، أو جني الربح من الأعمال التي تنتجها، كي تتمكن من التسجيل في استوديوهات احترافية. وتقوم الفرق بهذا مستلهمة طريقة فرقة مشروع ليلى، التي اشتهرت في العالم العربي والعالم.
تقدم Mideast Tunes للعديد من هذه الفرق وقتًا في الإعلام، وتصلهم بكيانات إعلامية بعد عقدها شراكات مع شازام وراديو هولندا وراديو مونتي كارلو.
«كل أسبوع، يقولون إنهم يرغبون في اللقاء بفرق من قطر أو البحر، ونحن نصل بينهم وبين الفرق. حتى محطات الإذاعة في المنطقة، بدأت تلاحظ هذه الفرق وتحترمها».