ثلاث أفكار أساسيّة تقدّمها "ميكس أن منتور بيروت" لفهم الشركات الناشئة

رجوع
Christina Fakhry
سبتمبر 14 2015
ريادة الأعمال
ثلاث أفكار أساسيّة تقدّمها "ميكس أن منتور بيروت" لفهم الشركات الناشئة
شارك هذا المقال

هل أنت رائد أعمال؟ أو هل تفكّر في أن تكون كذلك؟ وهل عندك أسئلة عن ريادة الأعمال؟ لا شكّ أنّ عندك أسئلة.

من أجل هذا يعقد "عرب نت" و"ومضة" و"آلت سيتي" (AltCity) وغيرها من المساحات الصديقة لرواد الأعمال فعالياتٍ "غير رسمية" ولقاءات. فقد نظّمت "ومضة" هذا العام أكبر فعالية "ميكس أن منتور" (Mix N’ Mentor) لها في لبنان بحلّة جديدة خاصّة بالأسواق. وقد جمعت الفعالية رياديين صاعدين ومرشدين دوليين تحت سقف واحد لتبادل الأفكار ومناقشتها.

وفي حال كان هذا الحدث قد فاتك وأنت لا تزال في بداية عملك فإليك مجموعة من أفكار قيّمة أُخِذَت من خبراء بثّوا الإلهام في ورش عمل ذلك الحدث وفي جلسات الإرشاد التي تخلّلته.

 البحث عن مواهب وانتقاء ما هو مناسب منها

جذب المواهب هو واحد من أهمّ التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في ظلّ غياب رواتب تنافسية. وبناءُ فريق العمل يصبح صعبًا أكثر عندما ينفق رائد الأعمال كل وقته وجهده على بحث غير ذي جدوى على المواهب المثالية. ففادي غندور الشريك الإداري في "ومضة" والمؤسِّس الشريك لـ"أرامكس" يشير إلى أن التفكير بالكمال يؤدّي إلى الوقوع في مشكلة، ويدعو إلى البحث عن المواهب الخامة لا عن المواهب المثالية. والمواهب الخامة هي تلك التي تكمن في معظم الأحيان في أولئك الذين تخرّجوا حديثًا من الجامعة وهم إذا ما أُعطوا الفرصة وزُوِّدوا بالتدريب المناسب يمكن أن يتطوّروا ليصبحوا رصيدًا قيّمًا للشركة الناشئة على مختلف المستويات.

وحتّى لو استطعت أن تبني فريق عمل جيّد فإنّ استمرارية أعضاء الفريق في العمل ستبقى همًّا أساسيًّا عندما تكون الشركة الناشئة صغيرة وغير قادرة على أن تقدّم للموظّفين منافع تُنافِس تلك التي تقدّمها الشركات الكبيرة. لذا فإنّ دور رائد الأعمال في هذه الحالة هو أن يجذب المواهب إلى فكرة توازي قوّتُها المردودَ المادّي، فغندور يقول إنّ جذب الموهوبين الناشئين يقتضي "بيعهم أحلامًا" شيئًا فشيئًا.

ولا بدّ من ألّا نغفل عن أنّ بناء فريق عمل هو في الحقيقة، كما تدل التسمية، فعلُ بناء. لذا فإنّ بناء فريق عمل وامتلاكه يتطلّب جهدًا. ويقول غيث يافي الشريك الإداري في "واي فنتشر أند بارتنرز" (Y Venture Partners) إنّه يمكن دائمًا أن تجد شخصًا ما يستمرّ في العمل معك، ومن الطرق التي توصل إلى الحصول على شخص كهذا أن تُشعِرَه بحسّ الامتلاك.

 قواعد لجذب المستخدمين وزيادة عددهم

ومن أجل تطبيق استراتيجيات فعّالة لتنمية عدد المستخدمين لا بدّ من تعريف واضح يحدّد من هو المستخدم الجيّد لمنتجك أو علامتك التجارية، كما لا بدّ من تحديد مؤشّرات الأداء الرئيسية المناسبة. وقبل البدء بمرحلة البحث بشأن الشريحة المستهدفة، لا بدّ من تضييق نطاق التركيز وبناء خبرة في مجال محدّد.

ويقول آلان مايني شريك المستهلكين في "فيسبوك": "ابنِ اسمًا لنفسك في قطاع معيّن بدلًا عن تشتيت التركيز في قطاعات مختلفة. ولبنان سوق أصعب من غيره من الأسواق في المنطقة لأن الأمور كلّها تقوم فيه على العلاقات".

والسمعة الجيّدة هي أوّل ما يجب التفكير به، ويقول عبد الله يافي الشريك الإداري في "واي فنتشر أند بارتنرز" إنّك كلّما أسرعت في الدخول إلى السوق ستنمو بشكل أسرع كما ستكون الفرص التي سيقدّمها الناس لك أكثر.

ويضيف يافي قائلًا إنّه على الرغم من أنّ المواقع الإلكترونية قد تكون الطريقة الأكثر فعالية من حيث التكلفة المدفوعة لتسويق منتج أو خدمة فإنّه لا بدّ من عدم صبّ التركيز كلّه على شبكة تواصل اجتماعي واحدة، فالشركات الناشئة تخطئ عندما تركّز على "فيسبوك" وحده.

وقول يافي أيضًا إنّه يمكن للشركة الناشئة أن تشتري كثيرًا من الخدمات من طرف آخر كخدمة تحسين محركات البحث مثلًا، لكنّ الشركة الناشئة يجب أن تقوم بنفسها باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي لأنّه ما من أحد يعرف منتج الشركة الناشئة أكثر منها، لذا من الأفضل ألّا يتمّ اللجوء إلى وكالات في هذا المجال.

لكن لجذب المستخدمين تكلفة بحسب يافي، إذ يقول: "إنّ عليك أن تكون منافسًا إلى حدٍّ كبير حتّى لو اضطررت إلى التضحية بهامش أرباحك في وقت مبكر".

هل تخاطر أول لا تخاطر؟

إنّ مراحل نموّ الشركات الناشئة يمكن أن تقسَّم بحسب ما يلي: مرحلة الفكرة، ثمّ يمكن أن يليها مرحلة التسريع، وأخيرًا المرحلة التي يمكن استثمارها. لذا إن كانت الشركة الناشئة في مراحلها الأولى ربما يكون التسويق المخاطِر غير مناسب لها بعد.

ويشير عبد الله يافي إلى أنّ جمع الأموال يجب أن يتمّ في أبعد وقت ممكن كما يقول إنّه يجب استخدام المال الموجود لتثبيت الشركة.

لكنّ هذا لا يعني أن يُترك جمع الأموال إلى اللحظة الأخيرة خاصّة في وقت بات فيه المستثمرون أكثر صداقةً لرواد الأعمال أكثر من أي وقت مضى. فعقليّة المستثمرين بحسب يافي تغيّرت إذ باتوا لا يعيقون تقدّم روّاد الأعمال بل يسمحون لهم بإنجاز خططهم. ويضيف يافي إنّه يمكن للمرء أن يكتشف بسرعة إن كان مستثمر ما صديقًا لروّاد الأعمال أم لا.

ويقول يافي: "لا تنتظر حتّى تحتاج إلى المال كي تطلبه".

أمّا بشأن ورقة الشروط فالصعوبة تكمن في محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن الكلمات والمصطلحات المعقّدة باعتبار أنّه ما من نفع لها غير تعقيد الأمور. وفي هذا المجال تقول لانا علامات الشريكة في "ومضة كابيتال" والمستشارة القانونية لها إنّ من الأفضل أن تكون ورقة الشروط بسيطة كما لا بدّ من وجود محامٍ ذو معرفة برأس المال المخاطر.

وتضيف علامات قائلةً إنّه لا بدّ من عدم المبالغة في تقدير قيمة الشركة بل لا بدّ من إجراء الأمور خطوةً خطوة كما لا بدّ من عدم بيع ما هو غير متوفّر، والأهمّ هو ألّا تُؤَسَّس شركة بهدف بيعها لاحقًا.

وأخيرًا نشير إلى ملاحظة قيّمة قالها يافي ألا وهي: "في هذه الأيّام إنّ كانت شركتك جيّدة فإنّها ستحظى بالتمويل".

 مقال ذو صلة: ديف مكلور يقدم 7 نصائح تساعد الشركات الناشئة العربية على النجاح