أصدرت مؤخرًا "سندباد للأعمال"، بوابة الأعمال التجارية عبر الإنترنت المهتمة بريادة الأعمال في العالم العربي، تقريرًا جديدًا عن الاستثمارات في قطاعيّ الإنترنت والتقنيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يغطي التقرير الفترة من يناير/كانون الثاني 2010 حتى نهاية نوڤمبر/تشرين الثاني 2012 من خلال تقارير وأخبار المنشورة، مصادر من داخل شركات تمت دراستها، بالإضافة إلى أبحاث السوق.
بينما يسلّط التقرير الضوء على قطاع ينمو بسرعة كبيرة في المنطقة، وهو جهد كبير يستحقه قطاع ريادة الأعمال التقنية، إلا أننا وجدنا بعض الهفوات التي يجب أن نسلّط الضوء عليها. على سبيل المثال، تلقت أنغامي استثمارًا بقيمة مليون دولار أميركي من "شركاء مبادرات الشرق الأوسط" في عام 2012، ولكن التقرير لم يكن دقيقًا، إذ أنه يشير إلى تلقِّ أنغامي 50 ألف دولار فقط. سينموز هو مثال آخر على تعارض أرقام التقرير مع المصادر الواردة بهذا الصدد. على أيّة حال، ووفقًا للتقرير، فقد شهدت المنطقة منذ 2010 الآتي:
استثمارات أقل، قيمة أعلى
إذا أخذت نظرة سريعة على نتائج التقرير لعام 2012، فستجد أن العام الماضي شهد عدد أقل من الشركات الناشئة التي تلقت تمويلًا عن عام 2011: 49 مقابل 67 على التوالي. أمّا القيمة الإجمالية للاستثمارات عبر الثلاث سنوات التي شملها التقرير، فقد شهدت زيادة جذرية، بدءًا بحوالي 10 ملايين دولار أميركي في عام 2010، إلى 18 في عام 2011، حتى 124 مليون في عام 2012.
الأردن أعلى الاستثمارات عددًا، والإمارات الأعلى قيمةً، بينما تشهد السعودية ومصر نموًا ملحوظًا، وفي لبنان تنكمش الاستثمارات
من إجمالي عدد الاستثمارات الثمانية عشر التي تم إجراؤها في عام 2010، كانت الأردن تشترك في المركز الثاني مع لبنان بعدد 4 استثمارات لكل منهما، بينما احتلت الإمارات الجدول بعدد 6 استثمارات. بعد عامين، احتلت الأردن المركز الأول بعدد 61 استثمارًا في 2012، وهو الرقم الذي يساوي ثلاثة أضعاف الإمارات التي تراجعت الى المركز الثاني برصيد 21 استثمارًا.
ارتفعت حصة مصر من استثمار وحيد في عام 2010 إلى 17 استثمارًا في 2012، بينما تشاركت لبنان والمملكة العربية السعودية المركز الرابع بواقع 12 استثمارًا لكل منهما.
العدد الإجمالي للاستثمارات على مدار الثلاث سنوات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبلغ 134.
أمّا بالنسبة لقيمة الاستثمارات، فقد تصدرت الإمارات تصنيف 2010 قبل الأردن، السعودية ومصر. بينما تراجعت قيمة الاستثمارات في لبنان في عام 2011، قبل أن تزيد قليلًا في 2012، ولكنها ظلت أقل من 2010.
يهيمنا الإمارات والأردن على قيمة الاستثمارات في القطاع التقني بنسبة 87٪ خلال السنوات الثلاث الماضية: 48.8% و 38.1% على التوالي.
الاستثمارات/الاستحواذات الخارجية تصنع الفارق
يشير التقرير أيضًا إلى أن المنطقة دخلت في مرحلة الاستثمارات ذات عشرات الملايين أو الثمانية أرقام، مثل صفقات كمّلنا؛ نمشي؛ سوق.كوم؛ وزاوية التي استثمر فيها/أو استحوذ عليها كل پيك.غيمز، جي.پي مورغان وبلاكِني مانجمنت، ناسپرز، وثومپسون رويترز على التوالي، وهي الصفقات التي شكّلت أكثر من 85% من إجمالي قيمة الاستثمارات لعام 2012.
جاءت الاستثمارات الأعلى قيمة من خارج المنطقة، وقد نستنتج من هذا إلى أن رأس المال المُخاطر والمؤسسات الاستثمارية الإقليمية لم تدرك بعد القيمة الحقيقية لهذا القطاع، أو أنها تفتقر إلى الخبرة اللازمة للنهوض بالمشاريع التقنية إلى صعيد أعلى.
إحصاءات أخرى
يشير التقرير أيضًا إلى أن الاستثمارات قد ارتفعت خلال الربعين الأولين من 2011 و2012، بينما تخللها زيادة أقل وضوحًا في الربع الثالث من 2011.
قدّر التقرير فرص العمل التي خلقتها هذه الاستثمارات بحوالي 1500 إلى 2000 وظيفة.