خلال العامين الماضيين، دأب الإيرانيون على وضع أساس للقطاع الرقمي من خلال فعاليات واجتماعات مثل «عطلة الشركات الناشئة» و«صقل الشركات الناشئة» و«آلة الشركات الناشئة» و«همفكر». وتتمتَّع إيران بمستويات استخدام عالية للإنترنت والموبايل، لا سيما لدى نسبة الشباب الكبيرة من السكان، إذ إن 70 في المئة، من عدد سكان إيران الذي يبلغ 80 مليون نسمة، لم يبلغوا الخامسة والثلاثين بعد.
آفاتيك Avatech هي مسرِّعة جديدة للشركات الرقمية الناشئة التي ما تزال في مرحلة التأسيس. وتتوقع المسرِّعة 150 طلبًا ستقبل منها 10 شركات ضمن برنامج التسريع الذي يتضمَّن تمويلًا للتأسيس، ومكانًا للعمل المشترك، وتوجيهًا وإرشادًا من ناصحين أوربيين خبراء، ومساعدة شركاء آفاتيك لهم على الوصول إلى قاعدة أكبر، وغيرها. وحتى الآن، ما زالت بعض الشركات الناشئة الإيرانية حتى الآن مستنسخة من نماذج عالمية مثل Mehr.ir (النسخة الإيرانية من يوتيوب)، وبعضها الآخر أكثر ابتكارًا، في حين تسعى بعض الشركات الناشئة المحلية إلى التوسُّع عالميًا.
نظام ريادة الأعمال الإيكولوجي في إيران
يشهد نظام ريادة الأعمال الإيكولوجي في إيران نموًا سريعًا؛ حيث ازداد الاندفاع لدى الإيرانيين، ونمت رغبتهم في تعلُّم كيفية إنشاء فرق العمل وإطلاق شركاتهم الناشئة. وتجتذب هذه الحركة انتباهًا من المستثمرين ووسائل الإعلام والجامعات والحكومة.
وينظر الإيرانيون اليوم إلى ريادة الأعمال كوسيلة لإطلاق مشاريعهم الخاصة. وهذا هو السبب الرئيسي الذي يدفع مؤسسات مثل آفاتيك -وغيرها من مُسرِّعات الشركات الناشئة- إلى دعم تلك الشركات.
ويقول محسن مالايري، صانع تجمُّع الشركات الناشئة في آفاتيك: «رأينا شركات تمويل مشاريع تدخل السوق الإيرانية. ويُبدي المستثمرون اهتمامًا برؤية ما سيجري في تشرين الثاني/نوفمبر مع إلغاء العقوبات الدولية، ويهتم العديد من المستثمرون الأجانب بالمساهمة في تمويل المشاريع». ومنذ الآن، تعمل شركتان لتمويل المشاريع في إيران هما Simvest وSaravapas . وستبدأ الدورة الأولى لآفاتك مع 20 فريقًا مختارًا في مهر. وسيبقى باب تقديم الطلبات مفتوحًا حتى 15 أيلول/سبتمبر.
كيف تتعامل الحكومة الإيرانية مع الشركات الناشئة
تعمل الحكومة الإيرانية على زيادة سرعة الاتصال بالإنترنت، وتقدِّم شركتا اتصالات خدمات 3G للاتصال بالإنترنت، والهواتف الذكية متوفِّرة بكثرة في السوق الإيرانية، بوجود 80 مليون مستخدم محتمل.
وتبذل الحكومة جهدها لإزالة العوائق التي تقف في وجه رواد الأعمال والشركات الناشئة. وليس الوضع مثاليًا في الوقت الحالي، إلا أن هذه الشركات الناشئة تتيح المجال للازدهار أمام القطاع. يضيف محسن مالايري: «حاليًا، ليس الأمر سهلًا، ولكننا نرى أن العوائق تقل بمرور الزمن».
آفاتك بالمقارنة مع الشركات العالمية
تطلب آفاتك حصة 15 في المئة من أسهم الشركات الناشئة التي تدعمها، وتبدو هذه النسبة مرتفعة إلى حد ما، مقارنةً بالمعايير العالمية، ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها معدَّل التضخُّم، والمخاطرة، ونُدرة الاستثمارات. علَّق محسن قائلًا: «نعتقد أن هذه النسبة مُنصِفة في الوقت الحالي، وسنحرص على تخفيضها لدى زوال أثر هذه العوامل ومع نضج السوق».
وما زالت احتمالات النهاية غير واضحة للشركات الناشئة التي ستختارها آفاتك لتموِّلها وتدعمها؛ إذ لم يتم فتح أي شركة للاكتتاب في القطاع الرقمي الإيراني بعد، كما لم تشهد السوق الإيرانية عمليات اندماج أو استحواذ. ولكن المسؤولين في آفاتك متفائلون بأن تكون لديهم قص