اعلم الفرق بين حاضنات ومسرّعات الأعمال

رجوع
Maysaa Al Ajjan
أبريل 07 2014
ريادة الأعمال
اعلم الفرق بين حاضنات ومسرّعات الأعمال
شارك هذا المقال

. فهو يهدف إلى توفير معلومات  arabnet.me ريادة الأعمال 101 هو قسم جديد سيتمّ عرضه على موقع  أساسيّة وأفكاراً مختصّة حول مواضيع تتعلّق بريادة الأعمال والإستثمار وحاضنة الأعمال والتسارع إلخ. إنّ المقال الأوّل في هذه السلسلة يزيل التشوّش الذي يبنى أحياناً حول بعض مفاهيم حاضنات الأعمال ومسرّعات نمو الأعمال عند الأشخاص الجدد في النظام الإيكولوجي.

تقوم كل من حاضنات ومسرّعات الأعمال بدعم صاحب المشروع ومشاركته الهدف النهائي ذاته وهو تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع تجاريّة ناجحة. فهي توفّر استراتيجيّات الأعمال والإرشاد ومساحة عمل ووسائل تمويل (لكن وفقاً لنماذج مختلفة) في بيئة خصبة للأعمال التجاريّة.إذاً، ما الفرق بين الحاضنات والمسرّعات؟  

حين يبدو أنّ كل من هذه الجهود الداعمة لأصاحب المشاريع تظهر فجأة في عدّة بلدان، حتّى صانعي السياسة يحتارون حول الإستراتيجية الأفضل التي ستؤدّي إلى فرص عمل وتنمية إقتصاديّة. في هذا المقال، حاولنا تصنيف اختلافاتهم بأكبر دقّة ممكنة.

ولادةحاضنات الأعمالوتطوّرهاإلىمسرّعات نموّالأعمال

 عام ١٩۵٩ في وقت مبكر   “Batavia Industrial Center” تأسّست حاضنة الأعمال الأولى

جداّ لتدرك الحكومات أهميّة  المستثمرين المموّلين في إنعاش الإقتصاد وخلق فرص عمل. وقد مضى وقت طويل حتّى أوائل الثمانينات حين بدأت الحاضنات المدعومة من الحكومات بالإنتشار في جميع أنحاء الولايات المتّحدة وأوروبا.

وحوالي التسعينات، قامت جمعية حاضنات الأعمال الوطنية ومقرها الولايات المتحدة بوضع الخصائص الحيوية الثلاث لبرنامج الحاضنة وهي توفير المساعدة للشركات في مراحلها الأولى وإنشاء برنامج شامل لخدمات دعم الأعمال التجاريّة وتوجيه العملاء نحو الإكتفاء الذاتي. وتشير تقديرات غير رسمية أنّ هناك حوالي عشرة آلاف حاضنة أعمال موجودة اليوم.  

وفي عام ٢۰۰۵، في وقت كان "الإستثمار الملائكي" نوعاً معروفاً من الإستثمار، استلهم بول غراهام من "عبقريّة" القراصنة والمبرمجين وأراد الإعتماد على الوسائل التقليدية للإستثمار الملائكي من أجل مساعدة هؤلاء القراصنة في إنشاء شركاتهم الخاصّة.  

 " وهو أوّل مسرّع "يساعد نمو المنشآت" ويوفّر التمويل Y Combinator فأطلق "واي كومبينيتور

ماذا تقدّم حاضنات ومسرّعات الأعمال؟

 تقدّم حاضنات الأعمال برامج دعم على المدى الطويل بغية تحويل فكرة إلى مشروع تجاري ناجح. قد يستمر التدريب ثلاث إلى خمس سنوات. توفّر الحاضنات مساحات مكتبية مناسبة للشركات لتتمركز فيها وبأسعار معقولة جداً. ويتم أيضاً توفير مساحة للمختبرات الرطبة لشركات التكنولوجيا الحيوية المبتكرة. ويمكن أن تصل مساحة هذه الأخيرة إلى ۰۰۰،٣۰ قدم مربّع كما أثبتت مختبرات "يانسن"  وهي شركة حاضنة في سان دييغو. ومع ذلك، تحتاج "الحاضنات الإفتراضية" مثل سيليكون فالي إلى مساحة افتراضية لتشغيل الشركات الرقمية والإتصال بها.

توفّر المسرّعات خدمات مماثلة من خلال معسكرات التدريب السريعة والمكثّفة والتي يمكن أن تستمر من ثلاثة إلى تسعة أشهر. فهي توفّر مساحات لقاءات خلال معسكر التدريب والذي قد لا يكون كبيراً وشاملاً بقدر الحاضنات غير أنّ هذا المفهوم يتطوّر تدريجياً.

 

هل تقوم كل من الحاضنات والمسرّعات بالإستثمار التأسيسي في عملائها؟

إنّ الفرق الرئيسي الكلاسيكي بين البرنامجين هو أنّ المسرّعات تستثمر بمبلغ يصل إلى حوالي خمسة أو ستة أرقام مقابل الحصول على عدد معيّن من الأسهم. وبعدها توفّر الإرشاد والتحقق السريع من فاعليّة المنتج بالإضافة إلى دراسة السوق الي تحضّر الشركات الناشئة ليومهم التجريبي الكبير. وخلال اليوم التجريبي، يحصل كل فريق على بضع دقائق لتوسيع شعبيته مع المستثمرين المحتملين وتأمين متابعة التمويل.  

لا توفّر الحاضنات التمويل لكنّها تربط الشركات الناشئة بالمستثمرين المموّلين وحكومات الولايات وائتلافات التنمية الإقتصادية والجامعات ومستثمرين آخرين. فهي موجّهة أكثر نحو استراتيجيات الأعمال والرفاه الإقتصادي.

 

نموذج الإرشاد

إنّ نموذج الأعمال غير الربحي للحاضنات مخصّص للنمو البطيء والتدريجي الذي يطوّر إستراتيجية العمل وعمود الفقري المالي للشركة. تقوم الحاضنات بإدارة الشركات الناشئة من المراحل الأولى إلى مرحلة منتصف نمو. وفي طرق عدّة، تشبه الحاضنة الإستشارات الإدارية الشاملة التي تمّ تعديلها لتناسب المؤسسات الصغيرة والمتوسّطة الحجم.

إنّ التركيز على مسرّع الأعمال ينمو سريعاً وذلك لحلّ كلّ الصعوبات التنظيمية والتشغيلية والإستراتيجية التي قد تواجه العمل التجاري. وحالما يتم قبول الشركات في برنامج مسرّع، يتم إجراء "فحص سريع" لصحّة الأفكار والمنتج من أجل إيجاد زبائن الأوّلين. ولهذا السبب، "يتخرّج" العديد من الشركات من الحاضنة ليجدوا المساعدة بعدها من المسرّع وذلك كي يعطوا إيراداتهم الدعم الذي تحتاج إليه.

 

العملاء

 في البداية، تمّ تطوير المسرّعات لمساعدة تحريك الشركات الرقمية. فغالباً ما تتعامل مع "الأشخاص الأصغر سنّاً" من مطوّري التطبيقات والمبرمجين والأنظمة القائمة على الحوسبة السحابية والشركات التجارية الإلكترونية وغيرها من الجهات التي تتعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي. غير أنّ هناك نهجاً أكثر شمولاً كان يتزايد في الآونة الأخيرة.   

ليس لدى الحاضنات أي تحيّز فيما يتعلّق بطبيعة أعمالهم التجاريّة. فالإتّصالات والرعاية الصحيّة ووسائل الإعلام والمشاريع الناشئة البيئية والبيع بالتجزئة والتكنولوجيا الحيوية والأزياء ليست سوى بعض الأمثلة عن القطاعات التي يمكن إيجادها تحت مظلّة الحاضنة. وبطبيعة الحال، ما من حاضنة يمكنها استيعاب كلّ هذه المجالات ولذلك يجب أن تقوم الشركات الناشئة بأبحاث لإيجاد الحاضنة المناسبة لها.

 

  التداخل

أصبحت الفروق الضئيلة بين برامج دعم الأعمال هذه أقل وضوحاً فيما يبدو أنّ الحاضنات والمسرّعات تتبادل مميّزاتها بين بعضها البعض مع بعض الحاضنات التي توفّر الإستثمارات التأسيسيّة ومعسكرات التدريب وأيّام تجريبيّة. في المقابل، اعتمدت العديد من المسرّعات نموذج عمل غير ربحي وذلك من خلال مساعدة أصحاب المشاريع الإجتماعية والمجتمعات الأخرى. وإنّه لأمر مشوّش أيضاً أنّ المسرّعات تقبل بالمشاريع غير الرقميّة.  

 

ما هو الأفضل؟

لكن السؤال ليس أن تختار الشركات الناشئة البرنامج "الأفضل" بين الإثنين بل اختيار البرنامج الأكثر ملاءمة لطبيعتها. ويعتمد الإختيار بين الحاضنة أو المسرّع إلى حدّ كبير على الموارد التي يملكها صاحب المشروع والموارد المطلوبة لأخذ مشروعه إلى المستوى التالي.

بإمكان الشركات التي قد أمّنت رأس المال المجازف الأساسي اختيار الحاضنة لأنّها قد حصلت على الإرشاد ورأس المال، غير أنّه من الأفضل للمشاريع الناشئة التي ما زالت تحسّن عرض مشروعها أمام المستثمرين أن تحصل على مساعدة المتمرّسين من خلال برنامج المسرّع. وبالطبع، هناك أشكال مختلفة من حاضنات ومسرّعات نموّ الأعمال وأحياناً، قد يكون هناك خلط من الإثنين. بغض النظر، فهي موارد عظيمة لأصحاب المشاريع!