لقد انخفض حجم المبيعات، أو عدد المشتريات، من 70% إلى 65% على مستوى مشتريات مستخدمي وسائل الإعلام المتنقلة على المستوى العالمي باستثناء الشرق الأوسط. أظهرت الأبحاث أن مستويات الشراء استقرت عند 68% في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. كما أشار البحث نفسه إلى أن مستخدمي وسائل الإعلام المتنقلة السعوديين هم أكثر من ينفق أموالاً على مشتريات الجوّال فيستقر حجم المبيعات عند 76%، أي أعلى من المعدّل العالمي بنسبة 11% وأعلى من المبيعات في السعودية لعام 2012 بنسبة 7%.
تحتلّ الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى في العالم من حيث مشتريات الهواتف الذكية فيما تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية. وتؤدي جميع هذه العناصر إلى جعل سوق الخليج بشكل عام، والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، نقطة جذب قويّة لمطوري تطبيقات الجوّال. تنمو الساحة المحليّة بوتيرة بطيئة ولكن مستقرّة. كما أن الابتكار غزير، إذا اكتشفت مجالاته.
لنأخذ تطبيق Feelit على سبيل المثال: هذا التطبيق خدمة فريدة من نوعها من ابتكار أربعة رواد أعمال سعوديين. Feelit شبكة تواصل اجتماعية تتمحور حول المشاعر والحالات المزاجية. يهدف هذا التطبيق إلى مساعدة الناس على التواصل على المستوى العاطفي. يهدف التطبيق، في إصداره الأول الحالي، إلى مساعدة المستخدمين على التخلّص من حالاتهم المزاجية السيئة والانغماس في أفكار سعيدة.
تشمل الخاصية الأساسية قائمة دائرية بإمكانك تحريكها لتحديد حالتك المزاجية: سعيد أو نعسان أو حزين وهلما جرا. كما تضم الشاشة، تحت هذه القائمة الدائرية، زرين أحدهما "squash " أي السحق والآخر "embrace " أي التقبل، يهدف هذان الزران إلى منح المستخدم خيار التخلّص من الشعور الذي يعتريه أو تقبله من خلال محتوى خاص يقترحه المستخدمون الآخرون. على سبيل المثال، لنفترض أنك صرّحت بأنك تشعر بالنعاس، إذا ما نقرت على "embrace " تحصل على موسيقى هادئة تساعدك على الاسترخاء أكثر لتددخل في سبات عميق. أما إذا نقرت على "squash "، قد تحصل على فيديو سريع الوتيرة يساعدك على التخلّص من شعور النعاس ليساعدك على الاستيقاظ لوقت أطول.
كما يضم التطبيق خصائص أخرى. يسمح لك تطبيق Feelit ، بصفته شبكة تواصل اجتماعية، باتباع المستخدمين الآخرين لتبقى على اطلاع على نشاطاتهم وكل ما ينشرونه. بإمكانك التعليق على ما يكتب أو معانقة المستخدمين. إن خاصية المعانقة مماثلة لخاصية "Like " على الفايسبوك.
أجريت محادثة مع أحد المؤسسين المشاركين وهو محمّد القاضي. ترك محمد الجامعة بعد أن بدأ العمل على تطبيق Feelit . اتخذ محمّد هذا القرار إيماناً منه بأن عمله على هذا التطبيق وممارسة نشاطات لامنهجية أخرى سيساعدانه على تعلم معارف أكثر وبسرعة أكبر. كان يبدو مدركاً للمخاطرة التي يتخذها فقد عزا قراره إلى صفتي "المغامر" و"المخاطر" اللتين يتحلى بهما. وقد تواطأ كل من رئيس قسم التكنولوجيا البراء حكمي ومصمم واجهة المستخدم وتجربة المستخدم عمر العيسى وديما العثيمين معه في جريمته. كما انضم إليهم مصمم البرمجيات عمر العيسى.
تطوير المنتج
في بداية الحوار، صرّح محمد عن هدفه: مساعدة المستخدمين على تشارك مشاعرهم والتعامل معها. إن إصدار التطبيق الحالي أكثر تركيزاً على التعامل مع المشاعر. غير أن هذا التركيز لن يبقى على حاله.
وقد قرر الفريق الذي يعمل حالياً على إصدار التطبيق الثاني، والذي سيضم إصداراً لأجهزة الآندوريد هذه المرة، التركيز على تشارك المشاعر عوضا ًعن التعامل معها. فسيلغى زرا "embrace " و"squash "، وسيعبّر المستخدمون عن مشاعرهم كما بإمكانهم رؤية روابط أو تشاركها في الإصدار الأجدد الأبسط.
سيضم التطبيق الجديد أيضاً ميول المشاعر، ممثّلة بمخطط فقاعات تفاعلي. يتوقف حجم فقاعة ما على عدد المستخدمين الذين يعتريهم ذلك الشعور المعيّن في وقت معين. على سبيل المثال، تكبر فقاعة "النعاس" ليلاً. يسمح لك النقر على هذه الفقاعة برؤية المستخدمين النعسين والمحتوى الذي تشاركوه من خلال طريقة عرض الخط الزمني. كما سيسمح التطبيق الجديد للمستخدمين بتحميل صورهم الخاصة عوضاً عن تشارك صور من الشبكة فقط.
قرر الفريق تغيير مخطط التطبيق بعد أن شعر بأن خاصية squash /embrace معقّدة بعض الشيء ومحيّرة في بعض الأوقات. كما أن المحتوى الذي تشاركته مشاعر مختلفة شبيه جداً في بعض الأحيان أيضاً. وبعد أن راقب الفريق كيفية تفاعل المستخدمين مع التطبيق، أدركوا أن التطبيق الحالي لا يتمتع بقيمة عالية. كما لاحظوا من خلال هذه المراقبة الفئات الأكثر استخداماً للتطبيق: الفتيات المراهقات اللواتي يمثلن الجمهور المستهدف للإصدار القادم.
أصبح التطبيق متوفراً للتنزيل منذ حوالي الثلاثة أشهر ويستخدم من قبل حوالي 13000 مستخدم. كما كانت أصداء هذا التطبيق إيجابية وحصل على تصنيف 5 نجوم على App Store . فسّر محمّد قائلاً: "أحبّ الناس فكرة تطبيق سعودي ذي نجاح عالمي. وأضاف: "معظم المستخدمين من المملكة العربية السعودية ولكن الفريق يعمل حالياً على استراتيجيته العالمية النطاق."
عصر المشتريات المضمّنة
هذا التطبيق مجاني ولكن يحاول الفريق جني الأموال من خلال المشتريات المضمّنة داخل اللّعبة-الملصقات على وجه الدقّة. يؤكّد أحمد أن المشتريات المضمّنة سريعة النمو وقد زوّدنا بأرقام للتأكيد على ما يقول: ففي السنة الماضية، 76% من مجموع العائدات على نظام التشغيل iOS نتج عن المشتريات المضمّنة. وتشكّل هذه النسبة نقلة نوعية بالمقارنة مع نسبة السنة الماضية التي بلغت 35% وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشتريات تنمو بوتيرة أسرع في آسيا. كما ذكر تطبيق Line على سبيل المثال، فقد حقق تطبيق التراسل حوالي 17 مليون دولار أميركي من مجموع عائدات الشركة 58 مليون دولار أميركي في الفصل الأول من العام 2013 بفضل بيع الملصقات.
إيجابيات العمل في المملكة العربية السعودية وسلبيلته
يصف محمّد العمل في السعودية ب"ممتع جداً" و"رائع". ويفسّر: المجتمع لا يكفّ ينمو ومن الجميل أن تنمو معه. الجميع يدعمنا ومستعد لمساعدتنا. غير أن الجانب السلبي يكمن في نقص الفرص الاستثمارية. فالشركة ذاتية التمويل حتّى الآن ويعمل الفريق على جذب الاستثمارات وتحضير خطة العمل بمساعدة مستشار الأعمال مصطفى أحمد، وهو المؤسس المشارك ورئيس قسم التكنولوجيا لSaletab.com وعرض الفكرة على المستثمرين.
كان جذب المستثمرين هو التحدّي الأصعب، فعدد المستثمرين في التكنولوجيا قليل جداً ومعظمهم مستثمرون فرديون فيما أن مستثمري رؤوس الأموال المغامرة قليلون جداً. كان بناء الفريق عمليّة متنوعة، شاقة في بداياتها. ولكن الآن بعد تخطي هذا التحدي، فريقنا "نقطة قّوتنا".
حول شبكات التواصل الاجتماعي والمنافسة
يرى محمد أنه لا وجود لمنافس مباشر لFeelit . فلا يخطر في بالي، أو باله، تطبيق ذو قيمة أساسية مماثلة: ربط المحتوى بالمشاعر. وكان تخمينه الأفضل تطبيق "Path " على الرغم من اختلافه فهو يلمس الجانب الشخصي. بالإجمال، يرى محمّد أن شبكات التواصل الاجتماعية تكمّل بعضها البعض. فكل منها يلبي حاجة مختلفة. ويتمتع تطبيق "Feelit " بسمة مميّزة أيضاً.
حقّق فريق Feelit نجاحاً لافتاً في مسابقة عرب نت الرياض لعروض الشركات الناشئة عبر إحرازه المركز الأوّل. بإمكانك تنزيل التطبيق على أجهزة iPhone وiPad وiPod Touch ذات نظام التشغيل iOS 7.0 أو الأجدد من خلال النقر هنا.
فيديو محمّد القاضي وهو يعرض مشروعه في مسابقة عرب نت الرياض 2013