منذ شهر فقط بدت تقنية الواقع الافتراضي (VR) وكأنها مسيطرة على عالم التقنية، ومفضّلة في طور التطور الحاصل في الالعاب التفاعلية.
عقب استحواذ فايسبوك على Oculus العام الماضي، اعلنت Playstation عن مشروعها Morpheus، ونشطت HTC Vive، وكانت سامسونغ قد تعاملت مع Oculus نفسها لاطلاق Gear VR على نظام آندرويد. انما فضّلت غوغل ان تبطئ خطواتها والبقاء مع منصتها Google Cardboard.
الـVR متوفرة بين أيدي الناس بمجرد أن يشتروا المعدات والمواصفات اللازمة – فأغرق المستثمرون السوق، وزادت الشركات من "تجاربها الواقعية الافتراضية." لكن، منذ شهر، كان هناك حدث جديد، وحل بيننا لاعب مبدع وعلى قدر كبير من تحدي التغطية الاعلامية التي حظيت بها وسائل الواقع الافتراضي.
اضحى الواقع المعزز AR (Augmented Reality) في الملايين من الهواتف ولم يمكنك المشي بضعة خطوات من دون أن تلتقي بمستخدم. لنوضح، AR ليست تقنية "جديدة"- قد تذكرون ما كان مصير Google Glasses، لكنها بثّت حياة جديدة من خلال سحر الالعاب. وبالطبع، ومن دون أي مغالاة، أحدثكم عن اللعبة التي لا يمكن تفاديها حاليا، Pokemon Go. كان لهذه اللعبة التأثير الكافي لتحليق سعر أسهم شركة Nintendo ثم هبوطها بعد أن ادرك المستثمرون أن المصنّع الياباني العملاق ليس له أي علاقة بتطويرها.
سنغوص في Pokemon Go بعد لحظات، لكن دعونا نأخذ نظرة على صعود VR المراتب. بحسب مصمم الالعاب اللبناني الاميريكي رمزي نصار، ان الحلم بتحقيق لعبة واقع افتراضي تفاعية بالكامل بدأ منذ الخمسينات مع سينسوراما “Sensorama” الا ان عالم التقنية لم يرتق للغوص في حلم الـVR، بحسب نصار الذي عمل على العديد من المحتوى الخاص بهذه التقنية.
لم يحصل في الخمسين سنة الماضية سوى تقلب في التوقعات. في كل مرة ظن الناس اننا تخطينا حاجزا او حققنا خرقا، مثل سماعات Virtual Boy من Nintendo – لكنها بقيت تجارب مقصرة ومقتصرة. حاليًا تقنيات الـVR في موقع جيد لكننا لا نزال نراقب ما سيحدث، ولا شيء مؤكد بعد التجربة السابقة.
مع الانطلاق المفاجئ للـAR وتخطيها الواضح للـVR قال ناصر: "هذه حقبة الـ AR في هذه اللحظة. كان من المتوقع ان تكون 2016 سنة الـVR، وكان ثمة وعود وتوقعات لكن لم يقدّم شيء حتى الساعة وكان الحديث عنه كعلم ثوري في العلاقة بين الكومبيوتر والانسان. كأنه يجب اقناع الناس بالـVR، بينما الـAR محررة من التوقعات التي تأسر الـVR. كأن VR اصبحت من الماضي (رجعية) بينما تنطلق AR الى الامام آخذة بالاعتبار التكنولوجيا الموجودة."
يبدو أنه بفضل Pokemon Go برزت AR مرة أخرى وبطريقة كبيرة جدا. من أين تأتي هذه اللعبة؟ لم تظهر من العدم، على الرغم من انها تبدو فكرة جديدة. هي مرتكزة على تطبيق طوّر في العام 2012 من قبل Ingress في مختبرات Niantic، وهي بنيت على مبدأ اللعبة في خرائط غوغل. جون هانك، احد مؤسسي Keyhole، وهي شركة اشترتها غوغل في العام 2000، اندمجت بالعمل في Google Earth والخرائط، واضعة أنظمة ملاحة GPS في كل مكان، وسرعان ما أصبحت خرائط غوغل اسما مألوفا، وهي متاحة على كل هاتف وجهاز الكمبيوتر، وتحل محل أنظمة تحديد المواقع والملاحة.
جاء هانك من سلسلة طويلة من الشركات الناشئة وسرعان ما اقنع غوغل لاحتضان Niantic Labs كوحدة ضمن غوغل نفسها. ثم اطلقت Niantic Labs Ingress وهي لعبة موبايل تدفعك للخروج من البيت واستكشاف الحي والتفاعل اجتماعيا مع اللاعبن الآخرين بينما تلعب. ان تجدون هذا مألوفا؟ نجحت Ingress بتحقيق أكثر من 15 مليون تنزيل ومن النمو اليوم. عندما اعادت غوغل تنظيمها السنة الماضية، أصبحت Alphabet Inc، ثم انفصلت Niantic Labs عن شركتها الام لتصبح Niantic. لكنها لم تكن أفضل ما حصل. فالنجاح البارز تحقق بالشراكة مع Company Pokemon وNintendo لصنع اللعبة Pokemon Go والتي حققت 200 مليون دولار من الارباح جراء مبيعات التطبيقات.
من ناحية الملاحظة ومن مبدأ التطبيقات المذهلة، يعتبر ناصر أن Pokemon Go انجحها واكثرها سهولة فأي شخص معه هاتف ذكي يمكنه تشغيلها. من ناحية اخرى، أنجح الامثلة لتقنية VR تعمل على HTC Vive وهو جهاز استثنائي بطبيعة الحال.
عند تصميم كل ما هو خارق في التكنولوجيا، يجب اخذ إمكانية الوصول في الاعتبار، فهي المفتاح لطول عمر المنتج. "أنت تصمّم للبشر، لا في سبيل جذب المدراء على اعلى المستويات،" يقول ناصر، "بالنسبة لكمية المال التي اغرقت في الواقع الافتراضي، نحن في نهاية المطاف نبني هذا لعدد محدود جدا من الناس. بالمقابل، في تصاميم الـ AR، البشر هم في اساس التصميم، فالهاتف الذكي هو المنصة المتوخاة".
كون AR متاح لأي شخص مع هاتف ذكي، في حين ان VR هي متاحة فقط لمن يمتلك سماعات مكلفة وأجهزة كمبيوتر قوية لا يبدو أن لديها حاليا اليد العليا. لكن هذا لا يعني نهاية الـVR. ناصر لا يعتقد ان الـVR سوف تختفي، لأن التكنولوجيا هي جيدة بما فيه الكفاية لتبقى، ولكن أكثر كاداة عرض بدلا من جهاز ذو شعبية تجده في كل بيت.
في نهاية المطاف، الـAR هو أفضل من حيث التكلفة والفضاء وهو خيار جيد للمطورين اليوم، ولكنه لا يتخطى VR من حيث الاتقان في التكنولوجيا. فالمعركة لا تزال مستمرة.
لقراءة مقالات مشابهة يمكن زيارة موقعنا: