في سپتمبر/أيلول 2011، أطلق ثلاثة رواد أعمال فلسطينيين "يامسافر"، وهو موقع إلكتروني ثنائي اللغة لحجوزات الفنادق. وسافرت سمعة الموقع بسرعة الضوء إلى جميع أنحاء العالم العربي، وحقق المؤسسون نجاحًا تلو الآخر. وبعد أقل من عام على إطلاقه، تلقّى "يامسافر" استثمارًا بقيمة مليون دولار من "صدارة ڤنتشرز". واليوم أعلن الموقع عن إطلاق نسخته الجديدة بعد إعادة تصميمه وإضافة وجهات جديدة في الإمارات العربية المتحدة، ولبنان، والكويت، والمملكة العربية السعودية، ومصر، ضمن خطة تستهدف وصول الشركة إلى 2،500 فندق تغطي 22 دولة عربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على تنافسية الأسعار.
وصرح فارس زاهر، الرئيس التنفيذي والمؤسس الشريك للموقع، أن عدد الفنادق في تزايد مستمر، إذ باتت تتراوح الآن من سلاسل الفنادق العالمية الفاخرة حتى الفنادق الصغيرة المملوكة لعائلات. "يحب أصحاف الفنادق منصة "يامسافر" كونها توفر لهم الوصول للمسافرين العرب.. ويمثل العرب حوالي 80% من حجم تجارة السفر داخل المنطقة، وهذه النسبة لا تتأثر كثيرًا بالأزمات السياسية، مما يجعلها سوقًا ثمينة للفنادق في هذا الوقت بالذات".
بداية ونمو "يامسافر" أثناء الربيع العربي
ولدت فكرة "يامسافر" نتيجة النمو الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ كان سوق المنطقة منذ سنتين هو الأسرع نموًا في قطاع السفر حول العالم. والمثير للدهشة هو أن مؤسسي "يامسافر"، الذي يتخذ من رام الله مقرًا له، لم يكن لديهم أي سابق خبر في تجارة السفر الإلكترونية. وعلّق زاهر على هذا الأمر قائلًا "لقد مررنا بمنحنى تعلم حاد للغاية.. والمهم هو أن تمتلك مجموعة مهارات تمكنك من استيعاب المعلومات بسرعة، كي تبقى في المقدمة".
وأكد زاهر على أهمية وجود مهارة تقنية وخلفية حول كيفية استخدام البيانات، "يجب أن تكون نسبة المهارات التقنية ضعف نسبة مهارات الإدارة لنجاح أي شركة ناشئة".
ولم يكن من الصعب على الموقع أن يحرز استثماره الأول بقيمة مليون دولار أميركي، لأن المؤسسين لم يولوا تلقي الاستثمارات أهمية تُذكر في البداية، بل استثمروا كل ما يملكون في الشركة، وهو المبلغ الذي لم يتعد 12 ألف دولار. وذكر زاهر "لم نرغب في تلقّ أي استثمارات قبل أن نطلق الموقع. وأردنا أن نبني قاعدة صلبة للنمو في مراحل لاحقة، بدلًا من مطاردة الإنجازات ذات العمر القصير. وكنا نبني الموقع واضعين "يامسافر" نصب أعيننا وليس لجان الاستثمار".
وبالرغم من أن الربيع العربي أثر على أنماط سفر رجال الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، وفقًا لمؤسسي الموقع، إلا أن تأثير ذلك كان مقتصرًا على مصر وسورية ولبنان. وإنما مدن مثل دبي، وأبوظبي، والرياض، والكويت، والعقبة والبحر الميت لا تزال تمثل بدائل مطروحة لمناطق الشرق الأوسط التي تأثرت بالربيع العربي، ولكن يتوقع "يامسافر" زيادة كبيرة في حجم السياحة الترفيهية، وسياحة الأعمال التجارية، والسياحة الدينية في المنطقة.
وأضاف زاهر، "نركز الآن على سوق دول مجلس التعاون الخليجي، كون المواطنون السعوديون يشكلون واحدًا من كل أربعة مسافرين في المنطقة، وهذا حتى من دون احتساب بقية دول مجلس التعاون الخليجي. وتُعد الأردن والبحرين والإمارات العربية المتحدة هي الوجهات الأكثر شعبية بين المسافرين الخليجيين، ولذلك نركز جهودنا على بناء علاقات قوية مع الفنادق هناك".
وخلافًا لعائق الدفع عند الاستلام الذي يواجه كل وكالات السفر الإلكترونية، قال زاهر إن أكبر تحد كان تجميع فريق جيد، "وأما بقية التحديات التي تواجهنا يتم حلها بالصبر والاجتهاد".
ما الذي يميّز "يامسافر"؟
وعندما سألنا عما يميّز "يامسافر" عن مواقع الحجوزات والسفر الأخرى، أدرج زاهر سببين رئيسيين: الأول هو المحتوى الكبير والمفيد؛ والثاني هو اختيار الشركة للفنادق الفريدة. وأوضح زاهر قائلًا إن "المحتوى الإلكتروني العربي الخاص بالسفر هو إما غائب أو فاقد للمعنى كونه مترجم أوتوماتيكيًا"، مضيفًا "نحن من نكتب محتوانا عن الفنادق باللغة العربية، ولذا يتفاعل معنا الناس بأريحية وثقة".
وذكر زاهر أيضًا القيمة التي يضيفها الموقع للفنادق، كونه يتعامل معها مباشرة، ولذا فهو قادر على تقديم أسعار مخفّضة عن المعدل. وعلاوة على ذلك، فإن "يامسافر" يجمع العديد من الفنادق الصغيرة والموجودة في مدن بسيطة، والتي تم إدراجها على الإنترنت للمرة الأولى، "وهذا يعني أننا نجلب هذه الفنادق المثيرة للاهتمام لأول مرة، وهي تقدم أسعار ممتازة للمسافرين، وكثيرًا ما تتحول لتكون أكثر الفنادق مبيعًا".
ومع تزامن إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد، ستواصل "يامسافر" العمل على تطوير العديد من جوانب الشركة، مثل التسويق والمنتجات، وإضافة فنادق أكثر، ومواصلة خدمة دعم العملاء المميزة.
نظرة على الموقع الجديد
أضاف موقع "يامسافر" بعض الصور الجديدة لضمان تجربة مرئية شيقة لمستخدميه، وأضاف كذلك محتوى سفر جديد باللغتين العربية والإنكليزية. وأكّد زاهر أنه فريق الموقع قد قام بتحديث الواجهة "كي تتكامل مع محرك الحجوزات الفعّال".
ويمكن للعملاء دفع حجوزاتهم مباشرة على الموقع باستخدام بطاقة الائتمان، أو دفعها بمجرد وصولهم للفندق. والموقع الجديد يتوافق كليًا مع الأجهزة المحمولة، في خطوة تهدف إلى إعداد الشركة للخطوة المقبلة، وهي إطلاق تطبيقات موبيل متعددة المنصات. وأنهى زاهر حديثه مع "عرب نت" قائلًا "قبل تحديث واجهتنا، كرّسنا انتباهًا خاص بالمحتوى والمزايا التي يحبها المستخدمون".