طلاب الطب السوريين يحصولون على برنامج تعليمي من SyriaScholar.com
الصورة عبر SyriaScholar
----
تخيّلوا شاباً يحلم في أن يصبح طبيباً. في يوم من الأيام قد يملأ طبيب المستقبل هذا الفجوة في نظام الرعاية الصحية في الأسواق الناشئة، ليس فقط كمنقذ للأرواح، إنما كمدرّب للآخرين أيضاً.
الآن، تخيلوا ما سيحدث لو أجبرت الحرب المدرسة الطبية على اغلاق أبوابها أو دفعت بالأساتذة للفرار من البلاد. كلّما طالت الحرب كلّما قلّ فرص طلاب الطب لاستكمال دراستهم أو الحصول على التدريب الجيد. في أعقاب الحرب، يكون قطاع الرعاية الصحية في هذا البلد عاجزا بشدة في وقت الأزمات.
الأخوان محمد ولؤي كيوان طالبين من سوريا يكملان دراساتهما الطبيّة في لندن. للحد من هذا الوضع المتدهور، طوّرا SyriaScholar وأطلقاه في نيسان أبريل 2015. هو برنامج التعليمي (بالعربي: معلم سوريا) على الانترنت يربط الأكاديميين من المملكة المتحدة مع طلاب الطب في سوريا لمساعدتهم على الحصول على أفضل تعليم ممكن، بغض النظر عن الخلفية أو المعتقد.
"المتعلمين معنا هم من سيوفّروا الرعاية الصحيّة المستقبليّة في البلاد، ونحن نريد أن نفعل ما في وسعنا للمساعدة في إعادة البناء"، قال كنان.
نحو سد الفجوة الصحية
أدرك الإخوان هذا الحل عندما في وقت تشارف فيه البنية التحتية التعليمية في سوريا على فقدان الطاقات جرّاء الصراع الدائر. البلاد تشهد نقصا في الموارد والموظفين لتقديم دورات تدريسيّة كافية لمجموعات صغيرة. طلاب الطب على وجه الخصوص يعانون من عدم وجود الفرص لتوضيح النقاط ومناقشة الأمور التقنيّة مع المعلمين.
من خلال SyriaScholar، قدّم كنان ولؤي ما يزيد عن 60 ساعة تعليم حتى الآن للعديد من المواقع والمدارس الطبية في سوريا تراوحت فيها موضوعات المهارات العمليّة كتفسير تخطيط القلبECG وصور الأشعة السينية للصدر، إلى إدارة النوبات القلبيّة الحادة، وطب الطوارئ، بالاضافة لعلم الأعصاب السريري والتخصص في التدريس.
"وصلت آخر حصتين إلى 10 مواقع جغرافيّة مختلفة في سوريا وفي آن واحد، من موقعين مختلفين في المملكة المتحدة،" قال لؤي.
وقد بدأ أطباء آخرون بملاحظة المنصة وأعربوا عن رغبتهم في المساهمة باعطاء دروس إضافية في مختلف التخصصات. "اننا ندرس الطرق التي تمكّننا من تحسين الجودة واجراء العمل البحثي مع طلاب المستشفيات في جميع أنحاء سوريا،" ابلغ الاخوين كنان عرب نت.
يأمل كنان ولؤي أن يتمكن طلّاب SyriaScholar من مساعدة المرضى للتحسن، ونسخ هذا النوذج من "المدرسة الطبية التي تظهر في زمن الحروب"، لتعليم الآخرين عبر المنصة أو بطرق أخرى.
يمكن مشاهدة هذا الفيديو الذي يشرح عمل SyriaScholar:
من مبادرة للنوايا الحسنة إلى شركة ناشئة عالميّة؟
أطلقت SyriaScholar رسمياًّ في 3 أبريل 2015، عندما قدّم كنان ولؤي أوّل تدريب بث حي الى مجموعة من طلاب الطب متجمّعين حول جهاز كمبيوتر محمول في مقهى للانترنت في سوريا.
بالإضافة إلى محتوى الدروس، أنشأ كنان ولؤي واجهة المنصّة، وهي تتضمن الوظائف الضروريّة لتنسيق وحجز الدروس. يتم تشغيل خلفية الموقع بالكامل من خلال البرمجيات مفتوحة المصدر لعقد المؤتمرات، مع منصّة لعقد المؤتمرات عبر الفيديو لتمكين دروس في اتجاهين.
واجها بعض التحديات من حيث إدارة الوقت، لأن كلاهما متفرغ ومستثمر للعمل الكلينيكي والبحثي، فاضطرّا إلى العمل خلال أوقات فراغهم وفي عطلة نهاية الأسبوع أو بين نوباتهما.
الطلاب في سوريا يساعدون في "التسويق" عن طريق نشر الخبر في شبكاتهم الاجتماعية وجمع الأصدقاء معاً يستفيد أكثر من شخص من هذه الدروس. الآن، يختار الطلاب هم الذين يختارون موضوعات الدورات، في حين يوفر كنان ولؤي المحتوى المطلوب قدر استطاعتهما.
يتم تشغيل المبادرة برمتها كمشروع للنوايا الحسنة، مع تمويل ذاتي من المؤسسين للعمل. وقدمت www.inet.sy وقتها وخبرت أفرادها لاستضافة خلفية الموقع وتشغيله.
الاخوان مصرّان على أن SyriaScholar يجب أن تبقى دائما مجانية للطلاب في سوريا. الأطباء الذين سينضمون إلى المنصة لتقديم دروس إضافية سيفعلون ذلك من دون تكلفة اضافية.
في حزيران يونيو 2015، حصلت المنصة على جائزة OxTALENT للتواصل والمشاركة العامة من جامعة أكسفورد. وقد تشجّع المؤسسين من كل الاستقطابالذي حازت عليهSyriaScholar وهما ينظران في امكانية تصدير هذا النموذج إلى بلدان أخرى في حاجة إلى مثل هذه الخدمة. لهذه الغاية، فقد أنشآ منظمة مظلة أسمياها (www.scholar.international)، والتي من شأنها أن تسمح للنموذج أن ينتشر في بلدان أخرى في المستقبل.
لم يعمل كنان ولؤي على الحصول على أي تمويل حتى الآن، ولكنهما يدرسان خياراتهما بعناية بينما يعملان على تعزيز الخدمات.