صارت "الحوسبة السحابية" واحدة من تلك المفاهيم التي يعتمد عليها مستخدمو الإنترنت اعتمادًا كليًا بحيث يصعب تخيّل تقنية أخرى قادرة على إنجاز نفس المهام بنفس الكفاءة. وبالرغم من أن سلفها "الحوسبة الشبكية" مازالت موجودة في نطاق الخدمة، بما فيها من نقاط قوة وضعف، فإن فضاء الإنترنت "يتسحّب" أكثر من أي وقت مضى. يتسائل البعض إن كانت "التسحيب" سوف يحلّ مكان "التشبيك" في نهاية المطاف، ولكن هناك بعض الأسباب التي تشير إلى أن "الجد الأكبر" لم يبلَ كليًا بعد.
تنطوي الحوسبة الشبكية، وهي إحدى أشكال "الحوسبة الموزّعة"، على التعهيد الجماعي (Crowdsourcing) لطاقات المعالجات والذاكرات غير المستخدمة لمراكمة الموارد مما يساعد في تنفيذ المهام الضخمة. ليست فقط سهلة الاستخدام، ولكن الحوسبة الشبكية غير مكلفة لمزوّد الخدمة نظرًا لرخص تركيبها. بالإضافة إلى كونها "ديمقراطية،" حيث أن كل عقدة في الشبكة تساهم بشكل متساو ومستقل للمنتج النهائي ككل.
يُعد ماجِستيك 12 من الأمثلة الجيدة، وهو محرك بحث يشتغل عبر الآلاف من الحواسيب (العُقد) المتصلة بشبكة واحدة. يهدف المشروع إلى توفير خدمة مفتوحة المصدر، مماثلة لمحرك غوغل، تعتمد على النظام الرياضي الخوارزمي. احتل ماجِستيك في عام 2009 المرتبة الثانية بعد منافسه التجاري من حيث عدد عناوين الإنترنت المفهرسة. ولكن يبدو أن الفعالية ليست كل شيء، كون الغالبية العظمى من المستخدمين لا يزالوان يفضلون غوغل.
قد تكون واحدة من أبرز نجاحات الحوسبة الشبكية تفردًا، وأكثرها إثارة للاهتمام، هي تطبيقات تبادل ملفات تورِنت عبر تقنية الند للند (Peer-to-peer) مثل ڤيوز وبِت تورِنت. ملفات تورِنت متاحة دائمًا وأبدًا، كون البيانات موجودة دائمًا على الشبكة، حيث يقوم المستخدمون بإنشاء وتحميل نفس البيانات التي يقومون باستهلاكها. من المستحيل عمليًا وقف سيل الملفات، ولهذا اسم تورِنت، لعدم وجود هيكلة أساسية مركزية يمكن قطعها.
"الوحش" الناتج عن الحوسبة الشبكية شكّل عالم الإنترنت وخارجه. يدّعي الاتحاد الأمريكي لصناعة التسجيلات (RIAA) أن مبيعات الموسيقى انخفضت بنسبة 47% منذ ظهور ناپستر، بينما يشكك آخرون في صحة هذه الإحصائية. على أي حال، لا يمكن إغفال الحجم المهول لتداول ملفات الند للند.
تُعد عملية تداول البيانات، تحميلًا وتنزيلًا، على الجانب الآخر، بسيطة للغاية، ومن غير المرجح أنه يمكن تحقيق نفس التأثير الإيجابي عندما يُستخدم التشبيك لتنفيذ العمليات الأخرى ذات المتطلبات الأعلى. يجد كثير من الناس السحابة أسهل استخدامًا وأكثر قوة عندما يتعلق الأمر بالقيام بالمهام الشخصية أو المهنية على الإنترنت. ولمّا كان كل حاسوب يُعتبر خطر أمني على الشبكة ككل، تبدر السحابة كبديل أكثر أمانًا، رغم أن هذا ليس دائمًا.
ومع ذلك، ربما عثرت الحوسبة الشبكية على شريك آخر في عالم الإنترنت هذه الأيام، ألا وهي الشبكات الاجتماعية. مثل حال مساهمو الند للند، يستطيع مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعية من إنتاج واستهلاك البيانات الخاصة بهم، بينما يتركز النشاط بين المستخدمين وبعضهم كليًا حول تبادل المحتوى. يستخدم موقع فيس بوك شبكته الحوسبية الخاصة، وليس من الصعب، والحالة هذه، تخيّل مطوّر يقوم بقطع الرأس المركزية ليقوم بإنشاء فيس تورِنت (FaceTorrent).
اقرأ كذلك عن الحواسيب الفائقة هنا.
* جميع الروابط، باستثناء الرابط الداخلي وروابط ويكيپديا، بالإنكليزية.