في الأشهر الماضية بدأت فكرة وجود طرق بديلة للنقل تستحوذ على اهتمامات المراقبين وقد أعلنت دبي في شهر مارس \ آذار عن مبادرة رائدة لتوظيف أسطول من المركبات الجوية الآلية (AAV) ضمن وسائل النقل العامة. وعلاوة على ذلك، كشف ضمن قمة اوبر Elevate Summit عن خطط الشركة لطرح شبكة من المركبات الجوية الآلية في مدينتي دالاس ودبي بحلول العام 2020.
يعتمد نجاح مثل هكذا خدمة على ثلاثة إنجازات رئيسية؛ الأول والأهم هو تصنيع هذه المركبات الجوية، والثاني هو تطوير البنية التحتية للاقلاع / الهبوط والثالث هو الحصول على إذن وكالات النقل مثل إدارة الطيران الفيديرالية FAA أو هيئة الطرق والمواصلات في دبي.
أبرز اللاعبين
تكتسب وسائل النقل العام الجوي زخمًا مع كثرة الشركات المهتمة في هذا المجال، إلا أنه حتى اليوم، هناك ثلاثة متنافسين رئيسيّين:
أوبر
تعتمد استراتيجية أوبر على الشراكة مع الشركات المصنّعة واللوجستيّة لتقديم eVTOL (الطائرات عموديّة الاقلاع والهبوط) خفيفة الوزن والتي ستعمل بالطاقة الكهربائية لتفادي انبعاثات الغازات. تهدف أوبر إلى تخفيف الازدحام المروري وتقليل أوقات السفر مع توفير وسائل نقل أرخص ودعم الإستدامة. وتأمل الشركة أيضا الحصول على تكلفة طموحة مع سعر الرحلة 1.32 $ لكل راكب لكل ميل، مما يجعل الأمر "غير منطقي من الناحية الاقتصادية" حتى من أجل دفع أو امتلاك سيارة.
دبي
تكمن استراتيجية دبي في أن تصبح خدمة النقل الجوي بحجم ربع حجم رحلات دبي بحلول العام 2030. إلا دبي، ومع ذلك، إنها لا تخطط لانتظار أوبر لتقديم الخدمة، وقد بدأت عملية اختبار المركبات الجوية وأقامت شراكة مع الشركة الصينية EHangالتي لديها اختراعها 184 AAV يحوم فوق الكثبان الرملية ضمن اختبارات طيران بالقرب من مطار المدينة.
وفقًا لهيئة الطرق والمواصلات في دبي (RTA) تخطط دبي لإطلاق المركبات أحادية المقعد ITS AAV لبدء تجربة الركاب في وقت مبكر من شهر يوليو \ تموز الحالي. ليس هناك أخبار جديدة سواء ستكون دبي قادرة على تلبية هذا الموعد النهائي؛ مع إني شخصيا أعتقد أنه بعيد المنال.
إيرباص
تقترب إيرباص من تطوير مركبتها الجوية الآلية ضمن مجهود لتخفيف زحمة السير مع الاستفادة من السماء. مع اقتراب إيرباص من تحقيق أول اختبار طيران، وذكرت الشركة أن الكلفة للشخص الواحد ستكون ستكون رخيصة كما هو سعر سيارة أجرة لكل ميل وهي أول شركة اطلقت الأسعار المتوقعة لخدمتها والتي هي بين 1.5 و2.50 $ للميل الواحد.
ستكون الطائرة الكهربائية مسيرة تحت اسم مشروع Vahana أول نموذج لايرباص ذات القدرة على قطع مسافة 50 كيلومترا ومع ذلك، من المتوقع أن تصل النسخة النهائية إلى السوق بحلول شهر سبتمبر عام 2020 وسوف تكون قادرة على تحقيق مسافة 100 كيلومترا.
من حيث التقنية
تقود EHang سباق المركبات الجوية الآلية مع EHang 184 الكهربائية بالكامل والتي تمتلك سرعة قصوى قدرها 100 كلم بالساعة. بينما تكون طائرة، يقوم مراكز تحكّم على الأرض ببرجمة البرامج ومراقبة كامل الرحلة عبر شبكة 4G مشفرة.
من حيث الأمان والسلامة، تعتمد EHang 184 على التكرار التام حيث إذا حدث أي مكروه لمجموعة توربينات، يمكن للمركبة أن تعمل بشكل طبيعي متبعة خطة طيرانها وسلامة ركابها.
في حالة فشل فادح، يتم توصيل EHang 184 على الانترنت مع مراكز القيادة في جميع الأوقات، وهي مجهزة بنظام يحمي من الفشل. ففي حال خلل أو قطع الاتصال بأي من مكوناته يهبط بروتوكول الطوارئ الطائرة في اقرب منطقة ممكنة على الفور لضمان سلامة جميع الركاب.
للهبوط السليم زالمستقل، لدى EHang كاميرا قادرة على تمييز نمط العلامة التجارية لـ EHang حيث ستكون في كل مرفأ هبوط. كما توفر 184 المسافرين بتطبيق بديهي بسيط وسهل الاستخدام حيث يتم تحديد الوجهة بسهولة من خلال خرائط غوغل وبكسبة زر واحدة.
المشاكل والمخاوف
انضم عشرات الشركات الناشئة لسباق المركبات الجوية الآلية التي بإمكانها نقل كل شيء وكل شخص في الهواء، لكن، قبل الحماس الزائد علينا إستحضار واقع معين – ثمة العديد من العوائق التي على المركبات الجوية اجتيازها، إليكم بعض من التي ستؤثر على إمكانية أن تصبح المركبات الجوية الآلية وسيلة نقل شعبية نذكر منها:
البطارية والشحن
لا توفر تكنولوجيا البطاريات اليوم الطاقة اللازمة للمركبات الجوية الآلية للتغلب على الجاذبية. فتتطلب المركبات الجوية الآلية كميات هائلة من القوة السفلية المستمرة لمجرد تجنب السقوط من السماء.
نسبة القوة إلى الوزن في البطارية هي ببساطة ليست كافية لتشغيل جسم طائر كبير بما فيه الكفاية لنقل البشر لأكثر من بضع دقائق في كل مرة. لذلك، بانتظار إنجاز تكنولوجي للبطاريات، ستبقى المركبات الجوية الآلية للأسف مجرد خيال.
الاتصالات والسلامة
يمكن القول أن معظم مخاوف الناس من الطائرات بدون طيار هي الاتصالات والسلامة. تدعي EHang أن مراكز المراقبة الأرضية ستسيطر على الطائرة في حالة الخطر وسوف تكون قادرة على ارسال الاشارات والتواصل مع الركاب في جميع الأوقات. ولكن، ماذا يحدث إذا انقطع الاتصال لسبب ما؟ لا يمكن للركاب فعل شيء في تلك المرحلة.
أثناء الظروف الجوية القاسية تقول EHang أن مراكز القيادة سوف تمنع أي من المركبات الجوية الآلية من الإقلاع. ولكن لا يمكن التنبؤ بالطقس كما أن فكرة طائرة كبيرة وثقيلة ذات شفرات غزل وتعمل بالبطارية، يمكن أن تفقد السيطرة على المناظر الطبيعية الحضرية يبدو أنه فكرة سيئة تماما. الإلكترونيات هي دائما عرضة للفشل وهو قلق خطير آخر. قد تتعرض الطائرات الجوية لفشل محدد أو حتى يؤدي بها للتحطم في الأشجار أو الأسلاك أو حتى الطيور.
البنية التحتية
بناء المركبات الجوية الآلية أمر، وتأسيس البنية التحتية الداعمة أمر آخر لا بل هو من أكبر العوائق. حتى يصبح نظام النقل اقتصادي ثمة الحاجة للعديد من مواقع الهبوط الأمر الذي سيكون مكلفا خاصة في المدن كثيفة السكان كما أنه سيتم التأكد من أن وكالات السفر ستتبع تعليمات السلامة الفيديرالية بالإضافة لمعرفة مكان وكيفية تناسبها ونظام مراقبة الحركة الجوية المعقد.
الاستنتاج
بينما تقنيات السيارات مثل التحكم الذاتي والمحركات الكهربائية والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والواقع المعزز وأخيرا الوصول إلى مستوى من النضج لتصبح مدمرة حقا، أمام طيران سيارات الأجرة عشر سنوات على الأقل قبل أن تصبح وسيلة نقل مجدية.
حتى عند ذلك الحين، سيتم تشغيل المركبات الجوية الآلية هذه في نطاق محدود للغاية. تحليق سيارات الأجرة ذاتية التحكم هو أمر بعيد كل البعد عن الواقع التجاري لتضمنه العديد من المخاوف ومع ذلك، إذا نجحت التجارب، لعلها تكون الحل الأنسب لمشاكل المرور المزعج والتي تكاد تصبح وباء بالإضافة إلى إمكانية منع الآلاف من الوفيات.